سلايدمجتمع

إغراق شوارع وأزقة مدينة تارودانت بالمقاهي ،بين مقهى ومقهى…مقهى آخر..!!؟؟

أسرار بريس… عبدالله المكي السباعي

تحولت مدينة تارودانت التاريخية بأكملها إلى مقاهٍ وبين المقهى والمقهى يوجد مقهى آخر.

و لا شك بأنها تجارة مربحة وإلا لما انتشرت هذه المقاهي الجديدة كالفطر.بالشوارع والأزقة  انطلاقا من مدخل المدينة وصولا الى مخرجها..

ولا شك أيضا أن روادها كثر وأن توفر العرض مرده تزايد الطلب.

لقد سجل التوجه للاستثمار في هذا الميدان  من طرف المهاجرين ورجال السياسة والأبطال الرياضيين.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل أصبحت المقاهي وامست مثل الدجاجة التي تبيض ذهبا والاستثمار الذي يسيل لعاب الباحثين عن الأرباح السريعة…؟؟؟

وعند الاقتراب أكثر من اصحاب المقاهي ومستخدميها نجد 

 أن أربابها يعانون من كثرة الضرائب واحتداد المنافسة.

في حين يشتكي المستخدمون بها من الهشاشة وضعف الأجور وغياب التعويضات الاجتماعية والتغطية الصحية.

مما اضطرنا للتساؤل عن الدواعي التي تدفع بالمغاربة إلى تفضيل الاستثمار في هذا الميدان دون غيره من الميادين؟

وكأن الناس لا هم لهم سوى أن يدخنون ويمضون أوقاتهم في احتساء القهوة وقضاء الوقت فيما لا يفيد.

وقال علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع، إن أسباب ميول المغاربة للاستثمار في المقاهي والمشاريع التي تشبهها كمطاعم الوجبات السريعة ومحلات الأكلات الباردة تلخصه مقولة: “الكثير من المال والقليل من الأفكار”.

وأضاف أن فئة من المغاربة تخزن الأموال وتنتظر نجاح شخص ما لتقوم بتقليد فكرته.

وأشار إلى أن ما يقع مع المقاهي سبق حدوثه في فترة سابقة مع المخادع الهاتفية والمحلبات.

وأوضح أن التقليد وانعدام ثقافة الابتكار يقتل الرواج ويصيب هذه المقاهي بالكساد وأن أغلب من يستثمرون في هذه المشاريع يفتقدون للخبرة الكافية في مجال الصناعات الخدماتية كالفندقة والسياحة.

_ويؤكد محمد حومي عن فضاء أرباب المقاهي بولاية الدار البيضاء الكبرى ( نموذجا).  هذا المعطى بقوله إن 10 في المائة فقط من المقاهي هي التي تحقق أرباحا في حين أن الباقي يرزح في ظل ارتفاع التكاليف ومحدودية المداخيل.

ويرى الشعباني أن البطالة عامل أساسي في تفسير ظاهرة الإقبال المتزايد على المقاهي.

إن الجلوس في المقاهي اليوم  أخذ  جانبا محددا، وهو الغالب على كثير من الرواد المقاهي إنه تقضية وقت الفراغ عندهم، ليشربوا القهوة والشاي أو لتعاطي التدخين، والقليل منهم من يكون جلوسه لأمور تجارية، والنادر منهم من جلس للثقافة والأدب….

ولو أن هناك محاولات من بعض رواد الادب والفن الحنين الى الماضي والزمن الجميل الا أن زمن اليوم تصح عليه مقولة “

” كل زمان بأهله …وأهله كما ترى…فسيرهم كسيره ،وسيرهم الى الورا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى