اسرار بريس…. السباعي
استنفرت سلطات تنغير جهودها، قبل يومين، لحل لغز مرض جلدي انتشر بين تلميذات دار الطالبة، وسادت وسط الأطقم التربوية شبهة مرض جدري القرود، ما دفع إلى عزل المصابات اللائي يعانين طفحا جلديا مقرونا ببثور شديدة الحمرة.
وعم الهلع بين نزيلات دار الطالبة من التلميذات، خصوصا أن العدوى ارتفعت في ظرف وجيز من تلميذتين إلى 11 تلميذة، لتقرر السلطات إيفاد فريق من الأطباء العاملين بالمستشفى الإقليمي والمراكز الصحية، لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، قصد تحديد نوع المرض، واستبيان إن كان الأمر يتعلق بجدري القرود، الذي أعلنت وزارة الصحة أول حالة له بالمغرب في ثاني يونيو الجاري، لمغربي وافد من فرنسا.
وباشرت عناصر الفريق الطبي الوافدة إلى دار الطالبة مجموعة من الإجراءات، كما عاينت الطفح الجلدي على النزيلات المصابات، وطرحت عليهن أسئلة لتحديد المخالطين وطريقة النظافة وغيرها من الاستفهامات المفيدة في تشخيص المرض بدقة، كما أجريت فحوصات تميزت بمعاينة الطفح الجلدي ونوعية البثور، قبل أن يخلص الأطباء إلى استبعاد مرض جدري القرود، وتحديد نوعية العدوى.
وفق “الصباح” فقد أفلح الأطباء بعد استجماع المعلومات الوفيرة، في تحديد قطة تعيش بدار الطالبة، وتتجول بين الغرف والأفرشة، إذ عند معاينتها وفحصها تبين أنها تحمل طفحا جلديا، ليخلصوا إلى أن العدوى التي أصيبت بها تلميذات دار الطالبة انتقلت إليهن من القطة المريضة.
واتخذت إجراءات سريعة لعـلاج التلميذات، ضمنها استبعاد القطة من دار الطالبة، ووصف أدوية ومراهم للعلاج، كما تمت المطالبة بالتخلي عـن الأفرشة والألبسة الخاصة بالمريضات، إلى حين تصبيتها وتنظيفها بالماء الساخن، أو التخلي عنها، وقدمت إرشادات تخص النزيلات غير المصابات بخصوص الأغطية والأفرشة، التي قد تكون القطة مرت منها حتى يتقين انتقال العدوى إليهن.
وأضافت اليومية أن الأطباء نصحوا تلميذات دار الطالبة بعدم مشاركة الأدوات الشخصية بينهن والمصابات، والحرص على النظافة، كما وجهت تعليمات بتنظيف أرضية دار الطالبة، وغيرها من الإجراءات الضرورية للحد من العدوى. وتكررت حالات الاشتباه في مرض جدري القرود بمجموعة من المؤسسات، قبل أن تحسم الفرق الطبية أن الأمر يتعلق بأمراض جلدية أخرى، ضمنها “الجربة” ومـا يطلق عليه باللسان الدارج “بوشويكة” أو غيرهما.