:خاطرة بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،اكتوبر،2024احيانا ما ياتي بالصدفة يكون احلى من الاحلام وهذا لا يمنع التخطيط وحساب الخطوات. يكفي الاقتناع ان حلما لم يتحقق ليس نهاية التاريخ ، فربما في طريقك لتحقيق حلمك تحقق احلاما في تغنيك عن الهدف الاول.ما هو مؤكد ان الماضي جزء منا ومخطئ من يعتقد انه سينساه ، لان كل شيئ يمر بحياتنا يترك اثرا و به تتكون شخصيتنا، والاحلام حتى بعد تحققها بفترة عمرية تصبح من الماضي و تفتح ابوابا لاحلام جديدة.مهم جدا ان يحلم الانسان ويكون عنده هدف و طموح واهم شيئ ان تكون لديه الرغبة و الاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق احلامه. عدم تحقق احلامنا او تعثرها لا يجب ان يدفعنا الى اليأس بل يجب ان يتحول الى حافز لمحاولة الانطلاق من جديد، طبعا فقدان التوازن لا يفضي دائما الى السقوط ان نحن تداركنا واعدنا التوازن. كي تتعامل مع الحياة ضع نصب اعينك قواعد في الدين تجعلك في مرتبة التسليم وهي درجة من درجات العرفان و السمو : 1) قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا 2) كل ما يفعله الله خير 3) إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا4) إن تعلمون الغيب تختارون الواقع5) كلما احببت الله احبب الناس فيك سهلة … وفيها الخلاص من الوسواس، والهم الذي يذهب النعاس، والسعي وراء ارضاء الناس قرأت مرة في الانجيل :ما اصعب ان تربح العالم كله وتخسر نفسك ،وما اصعب ان تربح نفسك وتخسر العالم كله .وهي فعلا معادلة صعبة .الإنسان في هذا الزمان يجد نفسه مكرها ان يخسر نفسه في امور تغلبه ، و يجد نفسه يخسر الآخرين ليس كي يربح نفسه ،ولكن لان الفردانية جعلت النظام العلائقي في المجتمع يصاب بتصادم الرغبات مع الاكراهات .قد يضطر الواحد من الناس ان يحمل قبره بداخله ويمشي بين الناس ، وكلما لاح له امل كان كالثقب الذي يطل فيه من قبره على العالم ،فيحيا لبرهة و يعود ميتا في قبره بداخله ، وحتى ان لم يمت كاملا ماتت فيه امور لا يراها الناس او لا يعيرونها شأنا .بقدرما نتواجد في عالم شعاره رواج الكماليات ،فإن ذلك لا يمنع ان الناس لديهم حاجيات كرستها المؤثرات الخارجية التي تسوق النفس الى البحث عن وجودها .هناك من يهرب الى الاحلام ، و في الوقت الذي هو نائم لا يحس بازعاج الآخرين ، ويكتفي بان يحلم ،وآخرون يرون ان قيمة الحلم هو تحققه في اليقضة ،فيكسر كل الحواجز والمتارس و يخلق له نافذة يطل منها على العالم .ان تحمل قبرك بداخلك هو موت بطيئ ،وان تكسر الثابوت او تحفر القبر فهذا يحتاج منك ان تواجه قاتليك وكفنك فوق اكتافك ، قاتلوك هم من يدفون بك لدفن فطرتك نظير قواعد الجماعة ، و يرمون بك في الجمود وسط الحركة ،و تجد نفسك في حالة تحنيط !!!فاصبحنا : المحنطون الجدد !!!فهل تعتبرون ؟