تزنيت : مدينة بقلب معشوق ، تستقبل بالحفاوة ملتقى الاخوة….صور من الحدث… .
اسرار بريس…. السباعي متابعة …بقلم الدكتور سدى علي ماء العينين…
محفل استقبال زاوية شيخنا الشيخ ماءالعينين لزيارة الزاوية من المنتسبين للمدرسة الكنتية و المنتسبين لسيذي المختار الكنتي ،وضيوف مركز تكوصت بكلميم.
وقد كتب اخونا الاستاذ حسنا ماءالعينين نائب رئيس جمعية الشيخ ماءالعينين للتعاون واحياء التراث سردا دقيقا للحيثيات التي اسفرت عن هذه المحطة التاريخية:
7أكتوبر2022 من هنا كانت البداية…لقاء اول برحاب خزانة مركب الشيخ ماء العينين بتزنيت مع الإخوة السادة : عبد العزيز ول الشيخ محمد ألمامي والدكتور سعيد كويس وعضو جهة كلميم وادنون عبد الله موما تم الاتفاق والتنسيق بعد ذلك على اختتام ملتقى “المدرسة الكنتية” بتنظيم حفل عشاء تتخله أمداح نبوية برحاب زاوية ومركب الشيخ ماء العينين بتزنيت كما تم توقيع بروتوكول تفاهم بين جمعية الشيخ ماء العينين للتعاون وإحياء التراث بتزنيت ومجمع الشيخ سيد المختار الكنتي بنواكشوط ومركز تكوصت بكلميم على تثبيت هذا التقليد كل سنة بإذن الله ..اللهم اجعل الأعمال خالصة لوجهك الكريم ..موفور الإمتنان والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا اللقاء وتحية خالصة للجميع.
وحضيت بشرف إلقاء كلمة مؤسسة الشيخ ماءالعينين للعلوم والتراث نيابة حضوريا عن رئيي المؤسسة الدكتور فؤاد مصطفى ماءالعينين.
وفيما يلي :
كلمة مؤسسة الشيخ ماءالعينين للعلوم والتراث
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحابته الأكرمين
ايها الحضور الكريم ، أحبتنا من خارج المغرب ومن داخله ،
تتشرف مؤسسة الشيخ ماءالعينين للعلوم والتراث المنظمة للملتقى الدولي للفكر الصوفي عند الشيخ ماءالعينين ،أن تشارك الترحيب مع أبناء قبيلة الشيخ ماءالعينين والجمعيات المنتسبة لها بهذا الحضور الكريم الذي يزور زاوية شيخنا الشيخ ماءالعينين ومركبه العلمي ،
إن المؤسسة تثمن هذا النشاط و تتقدم بالتحية لمركز تاكوصت للتوثيق التابع لمنتدى الابحاث والدراسات تاكوصت بكلميم واد نون الذي ابى إلا أن يحتفي بالعلامة الشيخ سيذي المختار الكنتي، شيخ الشيوخ وقطب ذوي الرسوخ والذي اشتهر بالبراعة في العلم والصلاح والفضل وكثرة التآليف المفيدة النافعة، والتربية الحسنة،
فلقبه الناس بشيخ الشيوخ وتاج الأجلة والبحر الخضم “ذو البركات الشهيرات، و”شيخ الأشياخ” السادات”.وغير ذلك من الألقاب.
فمرحبا بكل المنتسبين إلى هذا الشيخ العلامة ،الهامة العالية والقامة التي عانقت القمة ،
وتحية خاصة عطرة لمحبينا واحبتنا القادمين من مختلف الدول المشاركة والذي يعتبر هذا اللقاء فرصة لصلة الرحم بهم وبأصولهم ،وربط الماضي بالحاضر لما كانت تتميز به العلاقة بين اجدادنا من قوة وعطاء . ومرحبا بقبيلة كنتة بيننا واهلا وسهلا بكل اعلام الفقه و التصوف من مختلف القبائل و الزوايا ومن مختلف الدول الافريقية .
مما لا يخفى عليكم أن الطريقة القادرية من أقدم و أهم الطرق الصوفية في إفريقيا جنوب الصحراء و قد قامت بدور هام في نشر الإسلام و الثقافة العربية الإسلامية، وقد تفرع عن الطريقة القادرية فروع وزوايا منها الزاوية الفاضلية و مؤسسها شيخي و جدي الاكبر محمد فاضل بن مامين ،
وفي تلك الديار و الربوع الطاهرة كانت بالفعل المدرسة الكنتية قناة للتواصل بين المغرب و افريقيا جنوب الصحراء، وهو ما تعكسه و تترجمه هذه الزيارة المباركة .
ايها الحضور الكريم
إن علاقة المملكة المغربية بعمقها الافريقي مكنها عبر التاريخ من جعل رباط الاتصال عهدا لا ينقطع ،ووجود المغرب بتلك الربوع هو كما وصفه جلالة الملك امير المؤمنين محمد السادس ايده الله بنصره هو وجه متعدد الأبعاد، يستمد تميزه من الأواصر الجغرافية، والروابط التاريخية، والأسانيد العلمية، والمسالك الروحية، والاشتراك بين المغرب وعدد من بلدان إفريقيا في الثوابت الدينية العقدية والمذهبية.
ومن تجليات الاستمرارية في رعاية هذه الوشائج: التواصل الدائم بين شيوخ الزوايا وبين ملوك المغرب،
ليؤكد جلالته ان توجه المغرب نحو إفريقيا هو وفاء للتاريخ المشترك وإيمان صادق بوحدة المصير،
كما أنه ثمرة تفكير عميق وواقعي تحكمه رؤية استراتيجية اندماجية بعيدة المدى، وفق مقاربة تدريجية تقوم على التوافق.
فإفريقيا كانت وستظل في مقدمة أسبقياتنا. وما يهمنا هو تقدمها وخدمة المواطن الإفريقي،يضيف جلالة الملك.
وما هذه الزيارة الا تأكيدا على أن المغرب تجمعه مع العمق الافريقي روابط روحية ودينية كان لها وسيبقى دور كبير في حدوث تراكم وتفاعل حضاري بينهما، حيث لعب المغرب دورا بالغ الأهمية في توطيد الصلات الروحية والثقافية بين شعوب ضفتي الصحراء، إذ ساهم أبناؤه في وضع لبنات الثقافة الإفريقية وشاركوا في إقامة صرحها من خلال توافد الطرق الصوفية من مراكزه الثقافية على بلاد إفريقيا جنوب الصحراء، بل إن هذه الزوايا شكلت في حد ذاتها إحدى مظاهر وتجليات الروابط والصلات الثقافية التي جمعت بين الطرفين والتي كانت لها انعكاسات إيجابية على الجانبين.
احبنا الافاضل الاماجد ابناء عمومتنا ،وعزوتنا في ربوع افريقيا جنوب الصحراء ،نتمنى من هذه الزيارة التاريخية ان تكون لبنة في صرح مواصلة ما بدأه الاجداد من محبة راسخة و تقدير مفعم بنفحات التاريخ المشترك و الروابط الروحية ،
وكلنا طموح ان نواصل تبادل الزيارات ،
وهي مناسبة لنوجه لكم وللجهة المنظمة دعوة رسمية لمشاركة المؤسسة فعاليات ملتقاها السادس في بحر شهر ماي من السنة القادمة كتاريخ اولي ، حيث شكل هذا الملتقى في دورات الخمس الماضية فرصة للتلاقي بمشاركة دولية وازنة وصلت عبر الخمس دورات السابقة سبعين دولة من مختلف القارات ، و سيكون حضوركم معنا قيمة مضافة للملتقى و فرصة لصلة الرحم بعلماء و مشايغ العالم و بالطرق و الزوايا بمختلف مناطق المغرب.
ايها الحضور الكريم ،
لا تفوتني الفرصة لاتوجه بالتحية لمشايخنا وآباءنا وابناء عمومتنا الذين قدموا من مختلف ربوع الوطن ليحضروا هذا المحفل الروحي تعبيرا منهم على بالغ التقدير و المحبة للقادمين من ربوع افريقيا جنوب الصحراء ،
وتحية عالية لأهل تزنيت وساكنة تزنيت التي تفتح ابوابها لكل القادمين من عمق الصحراء ، وشكر خاص اقيم زاوية شيخنا الشيخ ماءالعينين بتزنيت و لجمعية التعاون لإحياء التراث المشرفة على المركب العلمي على كل ما يبدلونه من مجهودات للرقي بهذا المركب الذي يخطو خطواته الأولى ليكون صلة وصل بين المغرب و عمقه الافريقي ،وصلة وصل بين الصحراء المغربية وباقي ربوع المملكة الشريفة .
فاهلا وسهلا بكم زوارنا الأكارم ، تحفكم رعاية المولى في الذهاب والاياب و بركة الاولياء تشملكم بالبركة و المحبة والعزة والأنفة ،
وندعوا الله ان يجمعنا بكم قريبا و دوما على خطى الأجداد العارفين بالله ،والمتحابين في الله ،و المتعاقدين على شريعة الله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
رئيس المؤسسة الدكتور فؤاد مصطفى ماءالعينين ،