محمد السرناني
بينما ترمي بك الأقدار لزيارة مدينة اولاد برحيل تستقبلك في مدخلها كلاب ضالة وماعز معلق مع اشجار النخيل وهدا هو عنوان البؤس والتقزز والتشوه البصري الخطير وتتساءل بكل حرقة هل هناك ساكنة في هذه المنطقة التي يعتبرها الجميع عبارة عن نزل يجمع دواوير في بادية معزولة.
وحتى إذا نظرت إليها من مكان عال تتداخل عليك العديد من مظاهر التشوه البصري التي تكونت بشكل تراكمي وعبر سنوات عديدة بفعل الإهمال في تطبيق الإجراءات المحددة والقوانين الناظمة للسياسة المعمارية.
وتعتبر الحفر والأشواك والاتربة و البنايات الفوضوية المنتشرة بشكل عشوائي في كل مكان وتداخل أسلاك وأعمدة الكهرباء اضافة إلى التباين في ألوان المباني وتخطيطها وتنظيمها والانتشار العشوائي للوحات الإعلانية للمؤسسات والمحلات وأصحاب المهن والملصقات الإعلانية ابرز المظاهر المشوهة للمظهر العام للمدينة وتؤدي إلى تضارب الرؤية عند الزائر فيما يتعلق بعراقتها وأصالتها وحضارتها
ويرى زوار المدينة مقهى فوق الرصيف طولا وعرضا بالإضافة الى دراجات بجانبيها تغلق الشارع من هنا وهناك في هده المدينة يحدث تأثير مغاير للصورة التي ترتسم لدى الكثيرين عن المدينة وتاريخها وأهميتها وحضارتها معتبرا ان السبب الرئيسي لهذا التشوه يكمن في الإهمال الخطير للسلطات والمجالس المتعاقبة و ضعف القوانين المحددة للسياسة المعمارية الحديثة التي تنسجم مع النسيج العمراني اضافة إلى عدم التقيد بالمخططات التنظيمية الموضوعة لهذه الغاية.
ولا ننسى كذلك دور أهمية وسائل الإعلام المختلفة في تسليط الضوء على هذه المشكلة وتوعية المواطنين لأهمية الحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة ، وتنظيم عملية الإعلان الطرقي ومنع أي إعلانات مشوهة ومخالفتها وبالتالي تامين بدائل مناسبة للوحات والإعلانات والملصقات المختلفة في الأمكنة التي يرتادها عدد كبير من الناس يوميا بحيث تتوافق مع محيطها وتؤدي الغاية المنوطة بها وهي تقديم الإعلان أو الملصق بيسر وسهولة وبالشكل الحضاري اللائق.
والعمل على إزالة التشوهات الموجودة حاليا في واجهات الأبنية واعتماد طريقة حضارية لمد أسلاك الهاتف والكهرباء ووضع اللوحات الإعلانية و توظيف العمل الفني في الساحات والشوارع ومداخل المدينة . لأهمية الدور الذي يلعبه الفن في تقديم صورة حضارية للمدينة. و طلاء وتجميل الأعمدة وأسقف الجسور وواجهات العديد من الأبنية السكنية والخدماتية التي فقدت بريقها بفعل الزمن .