قال عبد الفتاح الفاتحي، الأكاديمي والخبير الاستراتيجي في قضايا الساحل والصحراء، إن الزيارات الملكية للعديد من دول القارة الإفريقية، تؤسس لعهد جديد في أفق تعزيز الاندماج الإفريقي وتحقيق التنمية المنشودة بالاعتماد على مؤهلات القارة وكفاءاتها.
وأوضح الفاتحي، أن المبادرات الملكية تجاه القارة الإفريقية تجاوزت رهان العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وتتطلع لتحقيق أهداف أعمق وأشمل، تتمحور كلها حول النهوض بتنمية القارة وتحقيق رفاه شعوبها.
وأكد المتحدث، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارات الملكية تضع ضمن أولوياتها تنمية إفريقيا وتعزيز أمنها، واستقرارها وتحصين بنياتها الاجتماعية والاقتصادية عبر توطين مشاريع تتناسب والحاجات الحقيقية للمواطن الإفريقي.
وتابع الأكاديمي، أن المغرب أصبح يعزز أكثر حضوره داخل إفريقيا باعتبارها مجالا جيو استراتيجيا حيويا منتجا، معتمدا في ذلك بالخصوص على العديد من الجسور التاريخية والحضارية والثقافية التي تربطه بإفريقيا.
وأضاف الخبير الاستراتيجي في قضايا الساحل والصحراء، أن هذا الحضور يتعزز بتوافق رؤى الدول الإفريقية ومبادئ إستراتيجية تعاون جنوب/ جنوب، التي تطرح بدائل أكثر واقعية للتعاون التكاملي مع هذه الدول، مبينا أن العلاقات التاريخية والارتباطات الروحية والثقافية على مر العصور بين المغرب وعمقه الإفريقي، تؤكد على الدوام أن المملكة المغربية كثيرا ما اتجهت نحو الجنوب لتقوية نفوذها السياسي الخارجي والداخلي.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن السعي الملكي الحثيث للتوجه نحو المستقبل بمعية الدول كل الإفريقية بدون استثناء، يتعزز اليوم انطلاقا من إستراتيجية التعاون جنوب – جنوب والتي مبدأها الأساسي الشراكة الندية وتقاسم الامكانيات الثنائية، مشددا على أن المئات من الاتفاقيات التي أشرف جلالة الملك على توقيعها مع مختلف الدول الإفريقية ينتظر أن تغير كثيرا من واقع إفريقيا، وتفتح آفاقا أوسع، بل ستجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات الإفريقية – الإفريقية.