قهوة الصباح مع الكاتبة ( س ـ ح ).
غادر من الباب الخلفي، لم تكن لديه الشجاعة الكافية ليقول كلمة وداعا، لم يكن شجاعا قط، بل أجبن الجبناء، لم يستطع أن يقف أمامها ويصيح أو حتى يبكي أو يكون متأثرا أو حتى يتظاهر بالتأثر أو حالات أخرى يكون عليها الإنسان وهو يعلن الفراق، رغبته في الفراق أو عدم قدرته على المتابعة والإستمرار. هرب من الباب الخلفي الجبان، أتراه أحس أنه لن يتمكن من مواجهة عينيها وهو يعلن عن قراره المتردد، هل عرف أنه لن يتمكن من البوح بكلمة وهو في حضرتها، أخاف من نظراتها قبل رحيله في أن تكشف مخططاته، أم أنه اكتشف نفسه غير قادر على إكمال المغامرة التي بدأها معها لأنه ببساطة غبي، إعتاد على الأشياء الرخيصة، وجد من يضع حدا لغروره، ووجد من يقول لكلامه المعسول وأمواله لا وألف لا، إكتشف قلبا نقيا مختلفا كان قد نسي منذ زمن بعيد أن يكون أو مازال مثله على الأرض.
المسكين صدم لأنه وجد من يحبه لشخصه وليس لشئ أخر، ولأنه ٱعتاد على من يخدعه، يسرقه، وينافقه، يلبي كل رغباته من دون أدنى تردد ،،، والأن حتى ولو عاد جاثيا على ركبتيه يستعطف العودة طلبه سيرفض فهو من كل خلية فيها خرج ولن يعود.