عرفت جلسة التصويت على البرنامج الحكومي مساء اول أمس الأربعاء غياب 32 نائبا برلمانيا، أغلبهم ينتمون لأحزاب الأغلبية، التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري. هذا الغياب يبعث رسالة غير مطمئنة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وفق المحلل السياسي، عمر الشرقاوي.
وقال الشرقاوي، في تصريح خاص لموقع القناة الثانية، إن نسبة غياب النواب البرلمانيين عن جلسة التصويت لمنح ”شهادة ميلاد حكومة العثماني” تكاد تصل إلى 10 بالمائة من مجموع النواب البرلمانيين، وحوالي 15 بالمائة من أعضاء الفرق النيابية المشكلة للأغلبية الحكومية.
واعتبر المحلل السياسي أن هذا مؤشر سيئ، نظرا لأهمية جلسة التصويت، التي اعتبرها لحظة بغاية الأهمية ولا تحتمل هذا النوع من الارتخاء على مستوى الانضباط السياسي.
وأوضح نفس المتحدث أن ”هذا الأمر لا يمنح الاطمئنان للأغلبية خلال اللحظات المقبلة، حين ستكون الحكومة في أمس الحاجة إلى أغلبيتها، مثل لحظة التصويت على قانون المالية، وقانون الإضراب والأمازيغية، بالإضافة إلى قانون الحق في المعلومة.. هذه القوانين ستشهد نوعا من الإثارة وستحتاج الحشد والانضباط من طرف نواب الأغلبية.”
وختم عمر الشرقاوي حديثه لموقع لقناة الثانية مشددا على أن ”البداية غير موفقة للتحالف الحكومي، ” مشيرا إلى أنها ”تعبر على أن هناك ارتخاء غير مطمئن في جسم الأغلبية.”
ويشار إلى أن غياب البرلمانيين عن جلسة التصويت على البرنامج الحكومي مساء أمس الأربعاء لم يقتصر على نواب الأغلبية فقط، بل إن المعارضة التي يمثلها بالأساس حزب الأصالة والمعاصرة كان لها نصيب وافر من الغيابات.
حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يضم فريقه النيابي 102 برلمانيا، تغيب منه 13 برلمانيا، فيما تغيب من الأغلبية 32 نائبا برلمانيا، أغلبهم ينتمون للتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري بالإضافة إلى نائب واحد من فريق العدالة والتنمية النيابي.
وصادق مجلس النواب مساء اليوم على تمرير البرنامج الحكومي، بعدما حضي هذا الأخير بموافقة أغلب أعضاء المجلس. وجاءت نتائج التصويت لصالح البرنامج الذي قدمه العثماني بداية هذا الأسبوع، حيث حصل على موافقة 208 من أعضاء المجلس، مقابل معارضة 91 نائبا، وامتناع 40 نائبا عن التصويت.