بقلم و عدسة الاعلامي الفقير محمد
يتحلقون حول مائدة الإفطار، تتصاعد أبخرة الأطعمة الكثيفة عند مايقترب وقت الافطار ، لتشكّل هالة ضبابية على وجوه ضيوف الرحمــن، الذين يتوافدون من كل أنحاء المدينة، ليتناولوا معاً وجبة إفطار، اجتهد متطوعون في تحضيرها، وقبلها جمعوا مساهمات مالية من المحسنين لتوفير وجبة تليق بضيوف موائد الرحمن، وبأجواء شهر رمضان المفعمة بالتآخي والتضامن الاجتماعي.
وعلى جنبات اسوار المدينة العتيق لتارودانت مابين ساحة 6 نونبر و ساعة 20 غشت التي صفّت فيها بعناية موائد وكراسي، يعمل الشباب المتطوع الذي ينتمي إلى جمعيات « شباب الاطلس و الهلال الاحمر و نيترو موطو كلوب »، دون كلل على تنظيم عملية الإفطار، والكل يسابق عقارب الساعة، فقبل أن يحين أذان المغرب، يتوجب على جميع الموائد أن تكون مهيأة، فما أن يسمع في أرجاء المدينة أصوات التكبير من المساجد ، حتى يتلقّف الصائمون بعضاً من التمر وكأس حليب، ولسانهم يلهج بالدعاء، متمنيا قبول الصيام.
و يقول الاخ محمد بريدعا احد المشرفين على موائد الرحمان بمدينة تارودانت ممثل نيترو موطو كلوب «منذ بداية شهر رمضان ونحن ننظّم بشكل منتظم عملية الإفطار الجماعي هذا الذي يقصده الفقراء من أبناء المدينة وعابري السبيل، وبعض العمال الذين يكدّون النهار تحت الحر القائظ، في أعمالهم ولا يفرغون منها إلاّ وقد اقترب موعد المغيب و بعض الافارقة القاطنين بالمدينة »،
ويضيف ان «هذا الإفطار الذي دأبت جمعيات شباب الاطلس و نيترو كلوب و الهلال الاحمر على تنظيمه منذ ما يزيد عن ثلاثة سنوات، ويستفيد منه أكثر من 23 الف مستفيد بمعدل 800 شخص يوميا ».
المشرف الذي يحرص على كل تفصيلة في مكان تنظيم الافطار الذي يعجّ بضيوف هذه الموائد الرمضانية، تبدو على ملامحه علامات القلق خشية حصول أيّ طارئ، يصدر تعليماته الصارمة، ويوزّع الابتسامات على ضيوف الرحمان.
يدعو محمد ، الشباب المتطوع إلى تلبية كل طلبات ضيوف الرحمن، فهؤلاء على ما يقول: «ضيوف عند الرحمان في شهر رمضان، ومن الواجب التفاني في خدمتهم، وتشجيع الشباب المغربي على المشاركة في مثل هذه المبادرات التطوعية، التي ترسّخ قيم التسامح والتآخي والتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد»، فالنزول إلى الميدان وتقديم الخدمة والعون لهؤلاء الفقراء والمساكين الذين حالت الظروف الاجتماعية دونهم والحصول على وجبة إفطار هو أفضل درس يتعلمونه في رمضان.
كل عام و شباب تارودانت في خير