مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تكثر العقارب والثعابين التي تعد لدغتها قاتلة .حيث تخرج لتبحث عن فريسة وترتكب جريمتها بلدغ الكبير والصغير حتى الرضيع دون تمييز. وخاصة بالمناطق الصحراوية والبوادي وهوامش المدن …التي تعد بيئة خصبة لتوالد وتكاثر العقارب بمختلف أنواعها . فالعقارب ليس لها عيون وتخرج في الظلام وتمشي عن طريق أجهزة الإحساس الداخلية ولهذا تفاجئ الإنسان وتصطدم بجسمه لتصيبه في أحد أجزائه . كما انأعراض لسعة العقرب تتمثل في ألم موضعي واحمرار بالوجه وتقلصات وقد تؤدي في بعض الحالات إلي وقف عملية التنفس والشلل وزيادة الإفرازات من الفم ودموع غزيرة من العين وإسهال وارتفاع في ضغط الدم ونبض سريع بالقلب ودوخة. فمع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يزداد خطرها. فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث حالة لدغ لشخص من عقرب أو ثعبان. إلا أن الأمور قد تصبح معقدة وتؤدي إلى الوفاة ،في حالة غياب الأمصال ووحدات الإنعاش الطبي المستعجل والقريب من السكان. وتصل لسعات العقارب بالمغرب حسب بعد الإحصائيات إلى حوالي 30 ألف حالة سنويا، مع ارتفاع نسيه الوفيات .
واليوم حسب وسائل إعلام وطنية واحتجاجات المواطنين توفي أربعة مواطنين وبينهم طفل في ظرف أسبوع، بعد إصابتهم بلسعات العقارب في كل من الخميسات الرماني وتنغير.. و بسبب استقالة وزارة الصحة عن مسؤوليتها في التكفل بالمصابين و علاجهم . فبعد ان تخلت الوزارة عن إنتاج الأمصال و عن توفير المستلزمات الطبية والأودية بوحدات االانعاش بالمستشفيات العمومية . فهناك حالة من القلق والخوف بل الخطر من التعرض للدغات العقارب مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة. خاصة مع غياب الأمصال و وتخلي وزارة الصحة عن إنتاجها بمعد باستور المغرب بالبيضاء كما هو عليه الشأن في تونس والجزائر والسعودية، التي تعد اكبر منتج للأمصال ضد سموم العقارب في العالم . فضلا عن غياب سيارات الإسعاف العمومية بالمناطق البعيدة والنائية لنقل المصابين ، و غالبا ما يلجأ المواطنون إلي تأجير سيارات خاصة لنقل المصاب إلي اقرب مستشفى عمومي والتي توجد بعيدة عن القرى والمداشر بعشرات الكيلومترات ، وفي غالب الأحيان كذلك لا يجد المصاب وأسرته وسيلة مواصلات للانتقال إلى المراكز الصحية المغلقة والى المستشفيات بعد منتصف الليل و خاصة وأن المستشفيات المركزية تفتقد بدورها للأمصال . الأمر الذي يضطر معه البعض إلي الاستعانة بالوسائل البدائية القديمة وباستخدام الطب التقليدي لعلاج لدغات ا لعقارب في حالة تعرض أحد المواطنين للدغة عقرب. وفي هذا الإطار تبقى الإستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة للتقليص من لسعات العقارب والوفيات الناجمة عنها، دون جدوى وغير كافية لانقاد أرواح بشرية من خطر الموت. فهي تكتفي بتنظيم أيام تحسيسية صيف كل سنة لتحسيس الساكنة باستخدام تدابير أساسية مثل حفظ السكن و تربية بعض الحيوانات الآكلة للعقارب مثل الدجاج والقطط والقنافذ رغم انه غير كافي للحماية الكاملة والتخلص منها تم الاستغناء عن انتاج الأمصال الخاصة بلسعات العقارب بمعد باستور المغرب ، والاكتفاء بالتكفل الطبي بحالات التسمم ؟
ان الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة وهي تدق ناقوس الخطر حول خطورة الوضع وفقدان أرواح بشرية بسبب الاستهتار والإهمال واستقالة وزارة الصحة في عدة مجالات تهم حياة المواطنين فإنها تدعو صناع القرار للاستجابة بفعالية لهذه المشكلة الخطيرة. عبر إعادة فتح وحدات إنتاج الأمصال الخاص بالعقارب بمعهد باستور المغرب لحماية المواطنين في لدغ العقرب وإنقاذهم من الموت.
عن المكتب المديري
الرئيس: علي لطفي