بزوايا مكاتب العمل وبينما تنهمك نساء تقف وراءهن أسر ومسؤوليات ومآس
وآلام كثيرة، يقوم الكثير من زملائهن الذكور بالتخطيط للإيقاع بهن “فريسة”
ظنا منهم أنهن سهلات المنال قصد قضاء بعض الوقت استجابة لنزواتهم الجنسية.
وفي
المقابل، تختار الكثير منهن التكتم وإخفاء أمر وقوعهن ضحية تحرش جنسي
وتعرضهن لسوء المعاملة في أماكن العمل، لصعوبة إثبات الأمر وكذا لسير العمل
بشكل عادي، وتجنبا للصراعات داخل المؤسسة نفسها.
ويرافق موضوع
التحرش الجنسي داخل مقر العمل في غالب الأحيان الكثير من التكتم من لدن
نساء تعرضن ويتعرضن لمثل هذه الممارسات التي تقلب سير عملهن، ليتحول مقر
العمل بعد ذلك الفعل إلى كابوس حقيقي ترتاده الضحية في ظل غياب حل بديل.
“كان
ذلك رغما عني والآن أشعر بعذاب الضمير، وأخاف في كل مرة عزمت فيها على
الذهاب إلى العمل؛ فذلك الشخص كان ينتظرني كل صباح لينهال عليّ بوابل من
الكلمات الخانقة”.
“خوفي من فقدان مصدر رزقي الوحيد جعل مديري في
العمل يتحكم في، وجعلني أنصاع وراء غرائزه وأقوم بتلبية طلباته ليتحول
الأمر من تحرش جنسي في البداية إلى علاقة لا أعرف مصيرها، خاصة أن ذلك
الشخص مرتبط وأب لثلاثة أطفال”.
كلمات قصتها سارة لجريدة هسبريس، وهي شابة في عقدها الثالث تشتغل ممرضة بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء.
ومن
زاوية أخرى وبمجال ثان، تسرد أحلام حكايتها مع التحرش الجنسي داخل مقر
عملها في مجال تصميم الأزياء بإحدى الشركات المتخصصة بالعاصمة الاقتصادية
وتقول: “أنا مصممة أزياء، تخرجت من مدرسة خاصة، وتقدمت لشركة خاصة للقيام
بتدريب في مجالي؛ لكن مع الأسف لم أتعلم أي شيء في بداية التدريب”.
تستطرد
المتحدثة في تصريح لهسبريس: “كل هذا غير مهم مقابل تعرضي للتحرش الجنسي
داخل مقر العمل من قبل مديري. وبالرغم من أنه شخص متزوج ولديه أطفال، فقد
أرغمني على الدخول معه في علاقة جنسية مقابل مساعدته لي”.
تقول
أحلام: “هذا الشخص أجبرني على الخروج معه حتى عاد مديره وطالب بنقلي إلى
قسم لأساعده في الحسابات”، مضيفة: “عندها فتحت أبواب النار في وجهي وزاد
الأمر سوءا يوما بعد يوم ظنا منه أني على علاقة مع المدير الرئيس”.
وختمت المتحدثة كلامها بالقول: “الآن أصبحت أكثر حرية وأتنفس الصعداء، ويمكنني أن أقول بدون خجل… أنا أحلام تعرضت للتحرش الجنسي”.
وأظهرت
الأبحاث التي أجريت على مدار العقود الأربعة الماضية أن التحرش الجنسي
مشكلة واسعة الانتشار بالنسبة إلى النساء، حيث يتعرضن للتحرش الجنسي أكثر
من الرجال، ومن المرجح أن تتمكن النساء من تمييز التحرش الجنسي، وأن تعتبره
مشكلة أكثر من الرجال، كما أن النساء الأصغر سنا أكثر عرضة له.
وكشفت
الأبحاث ذاتها أن المضايقات تتراوح ما بين السلوك اللفظي أو غير اللفظي،
وبين تجارب الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه والاعتداء الجنسي المباشر
والاغتصاب.