بقلم / أمين الزيتي
ككل يوم من أولى ساعات الصباح الى حين غروب شمس المساء ، نصبح ونمسي معا
على مآسي محظة ، الأولى اجتماعية وأخرى تدبيرية في بلدنا المغرب، بلد
العجائب ، بلد المتناقضات ، بلد الألوان والشعارات بلد الأحزاب
والايديولوجيات ،بلد الاقصاء والتهميش ، بلد البؤس والبؤساء، المحطة
الأولى المحتضنة للفقر والهشاشة الاجتماعية ، البلد المتسع بصدره المرحب
بالضواهر المستهدفة للحق السامي في العيش الكريم ، بلد الأقوياء بمنطق
أنا أنا والبحر ورائي، بلد الطبيقيات ،حيث لا يمكن أن تفهم داخله سوى أنك
جزء من فصيلة المعاناة ، التي قدر أن تكون فيها المساهم الأول من حصة راحتك
في يانصيب الواقع داخل برصة الأسياد ، حيث من يوم أن تطأ قدماك فيه وأنت
تدفع ثمن سلعة لا أنت مستفيد منها تؤدي قسرا ثمن أقرته سلطة الفراعنة .
طبعا لا حالة يمكن أن تظفي على النفس راحة في ظل معاناة الشعب المغربي
الأبي ، ولا مؤشرمنها يدل على أن الغذ أفضل وأن السائرين هم على طريق
الصواب ،
طبعا ولا يمكن أن يمر فيه يوم نفتح فيه أعيننا التي طالها شغف
انتظار ما نسميه بالاصلاح وحقوق الأفراد و المجتمع ككل في حياتنا اليومية
،دون أن نستظم مرة أخرى مع كارثة حقيقة حاجز حديدي للحكومة ، التي تجعله
الفاصل بينها و بين الطالب للحرية و الكرامة والعدالة الاجتماعية ووصفه
بالذباب كما شأن محمد يتيم الوزير في حكومة العثماني حين رد على منتقديه
ووصفه لهم بعد ضمن كرسيه في الحكومة بالذباب الالكتروني .
حيث مع
تعاظم الأمور و تمادي هؤلاء في سياسة التجويع ، علما أن الشعب لا يرضى
بالذل والمهانة ، ولا يمكن حياله أن نقول بأن الأمور أفقيا تبشر بالخير
والطمأنينة ، حيث في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الجروح الغائرة في حق
مغاربة عزل ، هو الوقت الذي تلقى فيها الحكومة مادة الملح في ممارساتها و
تصريحاتها اللامسؤولة .
اليوم وانطلاقا من المنطق ، أن الحكم على
الشيئ لا يمكن الا أن يعتمد ما هو مادي والدليل هنا ملل الشعب فمن وقفات
جرادة الى حراك الريف مرورا بغليان ساكنة أم الربيع ، امتدادا الى غضبة
عمال شركة بمدينة مكناس ومن تم الى ساكنة الأطلس الكبير و معاناة ساكنة
سيدي قاسم أم المدن التي باتت في خبر كان ، مدينة أنجبت عمالقة الرياضة ،
والفن والتقافة والابداع وفي كل مجال، مدينة أينما ولين وجهك الا ولها ابن
امتص من تديها الرحب وكبر في أزقتها وهاهي اليوم تئن في صمت رهيب ، بدء
من سياسة تفقير أبناءها والسعي في هشاشتهم امتداد الى سياسة تهجيرهم الى
مدن الشمال المحظوظة التي عرفت نهضة اقتصادية في مقابل تهميش أخرى .وهنا
ومع تعاظم البلاء وتناسله لا يمكن الا أن نقر أن لكل بداية نهاية ، ولكل
جبار يوم ، ونقر أن لكل ثورة أهداف وللشعب منها مطالب هذا الشعب الذي
تكالبت عليه وامتطت سرجه لفيف من الأحزاب التي تدعى انتماءها للشعب وما هي
من الشعب، فيما القاسم المشترك بينها وبينه هو الانتماء الجغرافي، أمام
خليط عجيب سبحان من أبدع في مخلوقاته ، خصوصا حين اجتمعت أحزاب اليمين تصنف
في الشكل بالاسلاماوية مع اختلاف موقفها السياسية المصنفة بالتجويعية ”
الهشة” مسلمين بدل الأداء وفن الخطاب وقوة في الاقناع يمتصون ما تبقى في
شرايين الشعب سائرين على طريق تهميشه وقتله بالغلاء والقرارات الجاهزة
وخدمة مصلحة ذوي القرار ولو على حساب معاناته وتشريده وتجريده من شرف
الانتماء، تربة حكومية أخدت ولم تعطي ،بعدما اجتمعت التشكلة مع أحزاب
أخرى أيضا بنظريتها الاشتراكية المنقرضة وبينهما بضعة مسميات من الاحزاب
اللبرالية القومية وغيرها من المسميات التى لا يفقه قادتها ما تعريف تلك
المسميات فيما الحقيقة المطرقة التي يضرب بها الشعب أيضا دونما رحمه.فهل من
رحمة بنا …..والله يقول ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .