سلايدمجتمع

مرضى القصور الكلوي بتاونات .. آلام تخففها الابتسامة والمجانية

مرضى القصور الكلوي بتاونات .. آلام تخففها الابتسامة والمجانية

مرضى القصور الكلوي بتاونات .. آلام تخففها الابتسامة والمجانية


اسرار بريس متابعة

معاناة دائمة، نفسية وجسدية واجتماعية، تقض مضجعهم، يتجرعون الألم في
صمت مع تصفية الدم بواسطة آلات غسيل الكلي التي يعيشون تحت رحمتها لساعات
خلال الأسبوع الواحد، بل في اليوم الواحد، يقطعون مسافات طويلة من أقاصي
الجبال ليصلوا إلى مركز تصفية الدم، إنهم مرضى القصور الكلوي بإقليم تاونات
الذين عمق الفقر قصص مأساتهم مع هذا المرض اللعين.
آلام وآمال
“أقضي
أربع ساعات، مرتين في الأسبوع، رفقة جهاز الغسيل، حياتي تتوقف على هذا
الجهاز، لقد بدأت معاناتي مع هذا المرض قبل أربع سنوات”، هكذا لخصت مستفيدة
من مركز تصفية الدم بمدينة تاونات قصتها مع مرض الفشل الكلوي، قبل أن تضيف
لهسبريس، وقد علت محياها ابتسامة شقية، قائلة: “أنا من منطقة اولاد داوود،
كنت أتابع حصص التصفية بمدينة فاس، وقد انتقلت إلى هذا المركز قبل سنة
ونصف، الحمد لله لم أعد أعاني، كما في السابق، مع التنقل”.
المريضة
التي كانت تنتظر زوجها ليصطحبها إلى المنزل بعد أن استفادت من حصة لتصفية
الدم، أوضحت لهسبريس أن جميع الخدمات داخل مركز تاونات تقدم بالمجان، مبرزة
أن ذلك خفف على زوجها، الفلاح البسيط، تحمل مصاريف العلاج، مبرزة أنها
أصبحت متعايشة مع هذا المرض وراضية بقدر الله وقضائه.
“أنا من ضواحي
مدينة تاونات، وأستفيد من أربعة حصص للتصفية في الأسبوع لكوني حاملا،
أعاني كثيرا مع الدياليز، لكن ما نتلقاه من عناية داخل المركز بصراحة يخفف
من معاناتنا”، تقول إحدى المستفيدات التي ما زالت في ريعان شبابها، وهي
التي كانت تتبادل الحديث مع ممرضات المركز ضاحكة، قبل أن تقاطعها إحداهن
قائلة لهسبريس: “ننتظر أول مولود بالمركز، سنحتفل به جميعا، ونحن نوجه دعوة
لهسبريس لحضور هذا الحفل”، كلام أسعد، ولو للحظة، المريضة الحامل، وخفف من
آلامها، فرسمت، على إثره، ابتسامة عريضة شاركتها إياها هسبريس وباقي أطر
المركز.

وبينما
كانت هذه المريضة تستعد للاستلقاء على كرسي جهاز تصفية الدم، كان أحد
الشباب ممددا على كرسي آخر تحيط به ممرضتان تراقبان آلة التصفية وتتبادلان
معه أطراف الحديث والابتسامة لا تفارق محياهما، فيما كانت مريضة أخرى، في
عقدها السادس، تغادر قاعة التصفية رفقة إحدى قريباتها، وهي بالكاد تستجمع
الخطى بعد أن قضت وقتا، ليس باليسير، في جلسة لتجديد دماء الحياة.
لا
تختلف فصول قصص مرضى القصور الكلوي بمركز تاونات لتصفية الدم؛ فأغلبهم
عانى لسنوات مع التنقل إلى مدينة فاس للاستفادة من حصص التصفية، كما أن
الكثير منهم قضى فترة طويلة في لائحة الانتظار قبل أن تنفرج كربه بعد
افتتاح المركز الجديد لتصفية الدم بمدينة تاونات.
مركز إقليمي للتصفية
تعزز
القطاع الصحي بتاونات، في دجنبر من سنة 2015، بافتتاح المركز الإقليمي
لتصفية الدم، الذي تم إنجازه بغلاف مالي قارب 12 مليون درهم في إطار
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ وذلك بعد أن كان المصابون بهذا المرض من
أبناء إقليم تاونات يتكبدون معاناة التنقل إلى مدينة فاس للاستفادة من
جلسات تصفية الدم، أو يتوفاهم الأجل بعد أن يظل اسمهم لسنوات في لائحة
الانتظار للاستفادة من خدمات المركز السابق الذي كان عبارة عن “غرفة” تابعة
للمستشفى الإقليمي لتاونات محدودة طاقتها الاستيعابية وتفتقر لأبسط شروط
تقديم مثل هذه الخدمة الطبية.

“تم
إنجاز هذا المركز في إطار شراكة بين وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال
واللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بتاونات، وشركاء آخرين بالإقليم، وقد
ساهم هذا المشروع في تقريب الخدمات الصحية من مرضى القصور الكلوي بإقليم
تاونات، وخفف من تكاليف علاجهم، خاصة أعباء التنقل إلى المدن الأخرى
المجاورة”، يقول رضا الله لزرق، رئيس الجمعية الإقليمية لدعم مرضى القصور
الكلوي بإقليم تاونات، الذي أوضح لهسبريس أن المركز يضمن الجودة اللازمة
والرعاية الملائمة لصالح مرضى القصور الكلوي بإقليم تاونات المعوزين.
“جمعيتنا
تقدم الدعم اللازم للمركز لضمان سيرورته، وقد كان، قبل سنتين، يستفيد من
تصفية الدم بمدينة تاونات، فقط، 28 مريضا، وبتضافر الجهود لم تعد هناك
لائحة انتظار تقريبا، وجمعيتنا، إضافة إلى حصص التصفية، توفر للمرضى
الأدوية الضرورية بالمجان”، يقول رضا الله لزرق، الذي أوضح أن جمعيته توفر،
أيضا، الإقامة، قرب المركز، للمرضى الذين ينحدرون من مناطق بعيدة؛ وذلك
بعد أن بادرت إلى كراء شقتين سكنيتين بالمدينة، واحدة للرجال وأخرى للنساء،
وجهزتهما بكل ما هو ضروري.
وأوضح لزرق أن المركز الإقليمي لتصفية
الدم بتاونات، الذي يشرف عليه طبيبان اختصاصيان وحوالي 20 إطارا صحيا
وإداريا، مجهز بـ 15 آلة لتصفية الدم، موردا أن حوالي سبعين مريضا يستفيدون
حاليا من خدماته؛ وذلك بعد تمديد أيام اشتغال المركز لتشمل طيلة أيام
الأسبوع باستثناء يوم الأحد.

وأوضح
المتحدث أن تمويل جمعية دعم مرضى القصور الكلوي بتاونات يتأتى لها بفضل
شراكات مبرمة مع المجلس الإقليمي ومجلس الجهة والجماعات الترابية بالإقليم،
فضلا عن دعم المحسنين، مضيفا: “نحن مرتاحون، لأننا حققنا هدفنا، ونحن بصدد
البحث عن قطعة أرضية من أجل بناء دار للضيافة لتخصيصها لإقامة المرضى، حتى
نخفف عنهم المعاناة مع التنقل”.
يذكر أن المركز الإقليمي لتصفية
الدم بمدينة تاونات يتكون من قاعة لتصفية الكلي وأخرى لتصفية الكلي
للمستعجلات، بالإضافة إلى قاعة لمعالجة المياه، فضلا عن صيدلية وقاعة
للتخزين وقاعة للاستقبال ومكاتب إدارية وعدة مرافق أخرى، كما أنه مجهز
بسيارة إسعاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى