عاصفة من الانتقادات تعرض لها الممثل المغربي محمد الشوبي بعد خرجته
الإعلامية المثيرة بخصوص المرأة وعيدها الأممي، ودلالة تخصيص يوم للاحتفاء
بالرجل كذلك.
وقال الشوبي في تصريحات صحافية: “المرأة هي التي تستحق
عيدا نظرا لأنها أُقْصِيَتْ لسنوات عديدة من المؤسسات، ويُلْقَى عليها
اللوم دائما بسبب قصة خروج آدم من الجنة”، واصفا آدم بـالـ”مسلكط” لأنه
“خالف أوامر الله بقطفه ثمرة من شجرة التفاح”، بتعبيره الشوبي.
الخرجة
الإعلامية هذه أشعلت نيران الغضب لدى السلفيين الذين انبروا إلى إصدار
تدوينات قوية في حق الممثل المغربي، معتبرين إياه “فتانا وخارجا عن الطريق
الصحيح”.
وقال الشيخ رشيد نافع، في فيديو بثته صفحته على “فيسبوك”،
إن “الشوبي هو مسخوط أمه حواء”، وطالب بمحاكمته لأنه “يطعن في النبي آدم
وفي الإسلام”.
بدوره، ادريس الكنبوري، باحث في الحركات الإسلامية،
وصف الممثل المغربي بـ”الشخص غير السوي الذي يقول كلاما ساقطا عن الأنبياء،
ثم يخرج ليقول إنه مع التنوير، من أجل كسب تعاطف الناس”، داعيا “جميع
المتنورين إلى وضع ميثاق يجمعهم، لأن التنوير لا يقبل المتخلفين”، على حد
تعبيره.
تدوينات المعلقين صاحبتها حملات من أجل جمع توقيعات
لـ”محاكمة محمد الشوبي، بدعوى إلحاده وطعنه علنا في دين الإسلام الحنيف وفي
هوية وانتماء الشعب المغربي الأبي”، مُكِيلِينَ له وابلا من السب والشتم
والتهم بالزندقة.
في المقابل، تقاطرت العديد من التدوينات المتضامنة
مع محمد الشوبي، واتهم المتضامنون من أسموهم “قوى الإسلام السياسي
والسلفيين، بمحاولة تجييش مشاعر المسلمين البسطاء من أجل أن يدخلوا في حملة
تشويه لصورة الممثل المغربي المقتدر”.
وجاءت الممثلة المغربية
لطيفة أحرار، والصحافي بلال مرميد، في مقدمة المتضامنين، إضافة إلى الشاعر
المغربي، ياسين عدنان، الذي كتب في تعليق له قائلا: “كل ما أعرفه هو أن
الشوبي كان دائما أحد أفضل أبناء المشهد الفني المغربي”
وتابع عدنان
“يجهر برأيه في مجال عمله، ويجازف ببعض من فرص العمل في سبيل ذلك. مناضل
صادق. له غيرة حقيقية على أبناء وطنه، وحينما أعرف أن جهة تستعدي الناس
عليه وتلجأ إلى أساليب الترهيب والتخويف والتكفير في حقه، فالأمر مُدانٌ
تماما ويجب أن يُدان جهرًا لا سرًا”.
في السياق ذاته، قال الممثل
المغربي محمد الشوبي إن مهاجميه “يصطادون في الماء العكر”، بعد أن جاءه من
وصفهم بـ”أشباه صحافيين” وأخذوا تصريحا مرتبطا بعيد المرأة الذي دافع عن
مبررات تواجده “نظرا للأسباب الموضوعية التي تفرضه”، وقال: “لا يمكن أن
نخصص عيدا لرجل يؤمن بأن حواء هي التي أخرجته من الجنة”.
وكشف
الشوبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه تلقى تهديدات بتهشيم فمه،
وبأنه سيأخذ جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، موردا أنه لا يدافع “سوى عن
إسلام التسامح والحرية الذي سينهي الجهل ومنطق القطيع الذي يشجعه من
يهاجمونني”.
وأكد الشوبي أنه يتعرض لـ”حملات تشويه منظمة من قبل
جماعات وأفراد يملكون المال والعدد، ولا أستغرب خروج مسيرات ضد شخصي الذي
لا يبتغي سوى التحديث والتطور الذي سينقذ البسطاء من الظلمات”.