في إطار الغموض والعشوائية التي يعيشها المجلس الجماعي لتارودانت كرياضة
يومية ، تعيش المدينة على وقع العديد من النقاط السوداء وعلى رأسها ساحة
أسراك ” العلويين ” وساحة درب الحشيش المجاورة لها و التي تعتبر وصمة عار
في قلب المدينة بل هي المحطة الاساسية لاستقبال السياح الاجانب وكل ضيوف
المدينة من جل المدن ومن جماعات الإقليم.
وللاسف الشديد ومع طول انتظار ورغم الآمال العريضة التي عقدها المواطنون
على المجلس الجماعي منذ قرابة ثلات سنوات ، نقول بكل صراحة ان واجهة
المدينة وقلبها النابض ساحة أسراك ودرب الحشيش كانت هي الاولى والأجدر بكل
الإهتمامات الاخرى وتحتاج لقرارات وتنفيذ عاجل.
لكن الغريب جدا هو ان الأزبال والروائح الكريهة وعفونة المتلاشيات والفوضى
الشاملة هي سيدة الموقف، رغم مطالبة الساكنة أكثر من مرة بالاهتمام بهذا
المحطة الرسمية نظرا لوجودها في وسط المدينة وقريبة من المتاجر والمقاهي
والأبناك والمجمعات السكنية،
فما هو موقع نافورة أسراك “الفضيحة ” في المخطط الجماعي للتنمية بمدينة
تارودانت؟ وما هو تصور الجماعة الحضرية لتأهيل المدينة القديمة بالنظر إلى
الأدوار الاجتماعية والفنية والعسكرية التي لعبتها ساحة أسراك أوراغ
تاريخيا؟؟
نخشى أن يستمر مسلسل طمس التعبيرات الثقافية والعمرانية للمواقع الأثرية في
غياب تام للبرامج التي تسعى إلى الاستثمار في التراث المادي والسعي إلى
توظيفه وتثمينه دون المساس بجوهره وروحه.
ومن جهة اخرى تحتاج ساحة أسراك التاريخية واطرافها بتارودانت في أقرب
وقت لعملية هيكلة عاجلة ومتأنية وتاهيلها اكثر وبشكل عصري وأصيل يتماشى مع
الرونق العام للمدينة على اعتبارها القلب النابض لعاصمة الإقليم بعيدا عن
العشوائية والإرتجال والبعد عن طلبات الساكنة
لكن المثير وتجاوبا مع عقلية وتجربة المجلس الجماعي المحدودة ، وعوض ان
ينجز تاهيلا عصريا للساحة برمتها وأطرافها إختار القرار السهل والعشوائي
وهو محاولة تحويل أرضية مقبرة “الركراكة” بدرب الحشيش والتي هي تحت وصاية
وزارة الاوقاف والتي لم تعد تستعمل منذ عشرات السنين إلى سوق مؤقت وعشوائي
خاص بالباعة الجائلين ورسم لذلك مربعات لاستقطابهم وتسجيلهم بطريقة لاتخلو
من العشوائية والإرتجال رغم ان الجميع يعرف ان إدارة الاحباس لم تتخذ
قرارها النهائي بالسماح المؤقت لاستعمال أرضية هذه المقبرة من طرف المجلس
الجماعي.
ومن جهة اخرى تشهد المدينة وطرقها وشوارعها وأبواب مساجدها حالة من
الإحتقان بين الساكنة والمئات من الباعة الجائلين لكل انواع الخضر والفواكه
والألبسة، فعوض ان يعمل المسؤولون عن الشأن الجماعي على إنشاء أسواق ناشئة
ومتفرعة وتنظيمها على مستوى بعض الاحياء بطريقة مدروسة بمساعدة السلطات
نجدهم يختارون المؤقت وبدون ضمانات والنموذج السوق المحتمل بدرب الحشيش .
وإذا كانت المجالس الجماعية التي تحترم ساكنتها قد انجزت أسواقا نموذجية
وعصرية بكل المتطلبات لاستقطابهم وتنظيمهم وتاهيلهم فالمجلس الجماعي إختار
العشوائية كعنوان لحل هذا المشكل التنظيمي والإجتماعي.اسراك24