حينما يصل شعب إلى الحضيض فلا غرابة أن تنتشر الشعوذة والخرافة
والملائكة تحلق فوق مكناس و الكنز تحج له القوات الشعبية تحفر وتحفر في
الجبل.
هذه رحلة بالتزار أخرى.
ليست رحلة أمين معلوف لكنها رحلة الناس أشتاتا ليروا الكنز في جبل بولمان المنسي..
هي بداية جنون بقر شرعت تنشر..الخرافة والمعجزات والأساطير الملفقة تجد
تربتها الخصبة في الاوقات العصيبة مع أنتشار الأمراض والحروب والأزمات
وندرة الضرع والزرع..
هي بداية جنون البقر والبشر و انتظار المهدي المنتظر وكم من مهدي وجدناه في الشارع يلقي تعاليمه في الناس وهم عنه غافلون ضاحكون.
مرة جاءني شخص تبدو عليه آثار التعب و الإنهاك فقال لي: أنا عيسى المسيح جئت لأنشر دعوتي لكنهم لم يصدقوني ؟؟
شعرت بوخزة في القلب و تبوريشة وتعاطفت مع عيسى بن مريم لأنه مريض وفي حاجة الى العلاج فقط..
منحته بعض الوقت فاطمأن واعترف لي أنه لم يعد يشرب الدواء فعادت له الحالة و أصبح نبيا وسط قومه الظالمين..
الحياة قاسية يا صاحبي..
وجنون البقر يهددنا جميعا في أي لحظة..
بولمان و كيكو و مرموشة و ميسور ناس فقراء كدح في غالبيتهم الساحقة.
القر والحر والفقر و الثلوج والغبار والعزلة والسياسيون الفاسدون وما تبقى
من الكبرياء. فيما أرزاق المنطقة يستفيد منها الإقطاع.
الخرافة والشعوذة بنت بيئتها..
الملائكة تحلق في سماء مكناس..
و الكنز في جبل بولمان و الناس تجمعوا مثلما يحدث في قصص” العهد القديم”
و حكاية” بليز ساندرار” في روايته وغزو الغرب الامريكي..ولعنة الذهب..
جنون البقر قد بدأ.. الوزير صاحب الوجه الرصاصي خرج يتظاهر في الشارع مع شركة سنترال.
جنون البشر قد بدأ.
المغاربة يتذكرون الشجرة التي كانت تسيل دما في الرباط وتبكي مثل إمرأة بدموع تشرشر..
كنا نسمع عنها من الشمال و يأتي سعيد الحظ من وصل الى العاصمة ليؤكد لنا الحكاية ويضيف عنها تفاصيل تصلح في فيلم سوريالي سحري.
إيييه.. إنها شجرة تبكي و تسيل بالدم و في العاصمة.؟ و قل سبحان الله.و إن لم تقلها فاعلم أن الشيطان منعك.
صخرة حجر تتحدث مثلنا و تغني عيطة آسفي..
مولود خرج من رحم أمه و نطق بالشهادة و تكلم بالفرنسية خير من فيكتور هيغو..
قردة و لدت حصانا قمحيا..
و رجل سجد سجدة دامت شهرا فلما فاق نبتت له أجنحة يطير بها مثل عباس بن الفرناس والسوبرمان.
إمرأة تحولت الى حشرة.قيل أنها بوجعران فيما أكد آخرون أنها بطة تسبح و توقوق..
جن يهودي يسكن جسد فتاة في كامل فتنتها..
هيشة خرجت من البحر لها سن ذهبية و تزفر بأصوات تشبه فحيح التيجيفي..
و معزة تأكل أغصان الزيتون وتتغوط اللؤلؤ والمرجان وساعات الروليكس.
قطة تحولت إلىهدهد..و لقلاق إلى كلب..والكلب يحلم و يروي للناس رؤياه في منامه ويقول لهم أهربوا للنجاة إن ياجوج و ماجوج قادمون..
يااا رب ..أووه ماي كاااد .. أين الذهب.؟
أين الهيشة والبطة وسيدنا عيسى لينقذنا.
