تتجه صناعة الجنس المنتج لدعارة القاصرات بأكادير إلى التوسع بشكل هستيري،
عموديا وسط مختلف الشرائح الاجتماعية، وأفقيا باكتساح جميع الأمكنة
الخصوصية والعمومية. فلم يعد قط، الكم الهائل من المراقص والكباريهات
والعلب الليلية ولا المقاهي والمطاعم ذات الصبغة السياحية بالشاطئ ووسط
المدينة ومقاهي الشيشة، هي الوجهة المفضلة لبائعات الهوى من القاصرات.
وكشفت مصادر»الصباح» أن هذه الأماكن، أصبحت تقليدية جدا، ترتادها العاهرات
اللواتي اخترن احتراف تجارة اللذة وتخصصن في البغاء، أما الفتيات القاصرات
الباحثات عن المال واللذة معا، وهن بالآلاف، سواء اللواتي يتابعن دراستهن
أوغيرهن ممن يقطنّ مع عائلاتهن، فيرْتدن أماكن وفضاءات جديدة تكفل لهن
السرية وعدم تصنيفهن عاهرات. وتتمثل هذه الأمكنة في الكورنيش ومنتجع غير
بعيد عنه، ففي الوقت الذي توظف فيه بائعات الهوى القاصرات من الطالبات،
تطبيقات وبرامج خاصة بالقوادة للبحث عن زبون في الفضاء الأزرق، لتحديد موعد
بمكان إجراء العمليات الجنسية بسرية مضمونة، وبدخل مرتفع، ترتاد العشرات
من القاصرات بائعات الهوى، المنتجع، حيث يفضل الخليجيون الإقامة والسهر،
بعيدين عن المراقبة الأمنية أو السانديكات. ويعتبر المنتجع السياحي مارينا
أكادير الذي توّفر بعض مقاهيه خدمة الشيشة، مرتعا للباحثات عن الجنس
بالمقابل، إذ تتقاطر عليه العشرات من القاصرات، لعرض خدماتهن
تحت»بالكونات»الشقق التي يكتفي قاطنوها بطلّة، ثم إعطاء إشارة الصعود لتتم
العملية بنجاح.
وتعد الشقق والمنازل والفيلات المفروشة، التي يديرها وسطاء بمجموعة من
الأحياء، خاصة السلام والهدى والداخلة والقدس وتيليلا، حيث يُغطي الحضور
القوى للطالبات على وجود القاصرات- العاهرات، أماكن مفضلة للقاصرات. وكشفت
القاصر»كوثر»من أكادير، لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بطانطان، أن وسيطة
بأكادير سلمتها إلى زميلتها بطانطان، وأسكنتها رفقة أربع فتيات أخريات،
وكانت تعرض خدماتهن على زبناء تجارة المتعة الجنسية. وأشرف الوكيل العام
شخصيا على تفكيك شبكة نساء متخصصة في استغلال قاصرات في الدعارة، تم ترحيل
بعضهن من أكادير.
كما أن هناك شققا ومنازل وفيلات يملكها أو يكتريها السياح الخليجيون
والأوربيون، الذين قصدوا أكادير بحثا عن المتعة الجنسية الغريبة. وتعتبر
هذه الأماكن التي تجدد ظهورها بشكل ملفت، أوفر أمانا من الملاهي والمراقص،
يسهر على حمايتها العسس والمقدمون والشيوخ، وهي أكثر فعّالية من حيث عدد
ترددات العمليات الجنسية. وقد أبطل أمن أكادير وتطوان خلال الصيف مفعول
قنبلة جنسية بطلها مقيم فرنسي بأكادير. وكانت شظاياها ستصيب العشرات من
العائلات بجهة سوس ماسة، إذ لم تفصح عن نتائج التحقيقات التي أجرتها مع
فرنسي، ضبطت بحوزته عشرون قرصا مدمجا، وما يناهز عشرة مفاتيح إلكترونية،
تحوي شرائط جنسية لفتيات قاصرات من جهة سوس، تم تصويرها بكاميرا سرية ثبتها
داخل شقته. وجاء ذلك إثر اعتقال السلطات الجمركية للمواطن الفرنسي في باب
سبتة وبحوزته أفلام إباحية لفتيات يتحدرن من منطقة سوس وأدوات جنسية، منها
أعضاء تناسلية اصطناعية وعوازل طبية ، كانت مخبأة بسيارته الخاصة.
وتسمح هذه الأماكن للقاصرات وزبنائهن بممارسة الجنس الثنائي والجماعي، لتدر
عليهن أرباحا خيالية. وفي هذا الممنوع، أدانت أخيرا غرفة الجنايات
الابتدائية باستئنافية أكادير، «بيدوفيل» متورطا في ممارسة الجنس الجماعي
مع قاصرات داخل منزل، بخمس سنوات حبسا نافذا. وتم إيقاف المتهم من قبل
عناصر الدرك الملكي ضواحي أكادير، إثر شكاية شفوية مرفقة بفيديو وصور
للبيدوفيل، الذي نُصب له كمين، وتمت محاصرته من قبل المواطنين في حالة
تلبس.
محمد إبراهمي
متابعة عن الصباح