لا
الحديث اليوم في المغرب ، سواء في المواقع الإخبارية الالكترونية وغيرها
من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا عن السائحتين الضحيتين لويزا، 24 سنة،
طالبة جامعية من النرويج و مارين، 28 سنة، طالبة جامعية من الدنمارك، طبعا
وكما وردت المعلومات حولهما ، هما صديقتان حميمتان لهما نفس القواسم
المشتركة، ونفس النفس للفسحة والمرح ، اختارتا بالمناسبة المغرب وجهة لهما ،
بعد أنهما تجمعهما صداقة الدراسة والبحث بجامعة تيلي مارك بالنرويج، تخصص
“الأنشطة في الهواء الطلق والطبيعة والتوجه الثقافي ، صديقتان شغوفتان
بالطبيعة وجمالها الباهر، ليقررا معا الذهاب ولأول مرة إلى المغرب المعروف
عند السائحين نقطة ساحرة لتميزه بجمالية الطبيعة ووفرة مياهه العذبة ، طبعا
و لكون أن ساكنة الدول الاسكندنافية تعيش حياة الرغد و تبحث دائما عن
الفسحة والمعرفة والتطلع والإدراك، و كذا البحث عن التميز فان الوجهة
المختارة كانت محطتها المغرب، رغم أن لسابقة هذا السفر امتناع مبدئي من طرف
والدة لويزا ، التي كانت تواكب ما يحدث في المغرب من أحداث إجرامية ما
تكون لديها أن خطر ما يمكن أن يلحق ابنتها وأن البلاد غير آمنة ويمكن أن
يحدث فيها ما لم يكن في الحسبان ، لكن ورغمها الشابة تحدث القدر كحبها
للسفر مع صديقتها التي تتقاسمها كل شيئ ـ زكاه تحدي قرار والدتها و ركوبها
للطائرة امتدادا إلى إرادتها في صعود الجبال العاتية التي اختارت منها جبل
خطير بمطنقة “شمهروش” بمنطقة إمليل على مشارف جبل توبقال .
{ المحطة الأولى السفر إلى مراكش}…………………..
_
مباشرة بعد أن وطأت قدماهما المغرب ، وتحديدا مراكش المنارة اختارتا معا
النزول بإحدى الفنادق ، كان للسفر عنوان هو فرحة بادية على محيا الشابتين
بوصولهما إلى بلد مشهور بطبيعته الخلابة، وهم لم يعلموا أن القدر فيه يخبأ
لهم أجل على أيدي حثالى المجتمع ، في اليوم الموالي أخدهما حب البدء في
الكشف، ما في بلاد سحرت بطبيعتها الخلابة العيون الزرق ، بكل أمل وحب في
الوصول إلى هاته الأماكن الساحرة ، ومنها إلى إحدى المناطق المسمات بمطنقة
“شمهروش” بإمليل على مشارف جبل توبقال صباح الإثنين، و نصبتا القتيلتين
خيمة لهما قبل أن تلقيا قدرا محتوما عنوانه الحدث الباهر المنبثق من الصورة
التي تكلمت عن حدث إجرامي خطير هز وجدان المغاربة ، قبل يعثر عليهما جثتين
هامدتين من طرف أحد المرشدين السياحيين، ليقوم بإشعار الدرك الذي حل بدوره
إلى جانب مختلف الوحدات الأمنية، ليبقى البحث تحت إشراف المكتب المركزي
للأبحاث القضائية المتخصص في قضايا الإرهاب قبل أن تلتحق بالمناسبة فرق
الأبحاث الدولية التي دخلت على خط المساعدة في البحث عن الجناة ، الذي كان
للمجتمع المدني بصمة ساهم من خلالها بإيقاف الجناة على مثن حافلة ركاب
عمومية.
… { شمهروش الجني …….والشيطان الإنسي …..}
_الحادث
تحصيل حاصل ، ولا يمكن أن نقف فقط عند نقطة- البحث -والتوقيف -والاعتقال
-بالقدر ما هو تشخيص ، عمودي- لمنطقة خطيرة تبقى وجهة محبوبة لدى السائح
مما يمكن معه وضع خطط أمنية واحترازية أفقية تعتمد العمل الاستباقي قبل
وقوع الحدث بمنطقة ” شمهروش” المنطقة الخطيرة التي تحتضن مرضى يعانون من
تبيعات أمراض السحر والجن وغيرها من الأمراض العقلية ، وآخرون منهم ممن
يحمل أفكار رجعية يسيحون آناء الليل و أطراف النهار ،مما يشكل في مضمون
التدبير السياحي والأمني حلقة استفهام حول ما هي الآلية الكفيلة بفرض حماية
بدنية للمغاربة والسياح الأجانب معا ، خصوصا بهذه النقط الخطيرة،علما وأن
للمنطقة اسم عند المغاربة، تتخلله معاني كثيرة ترمز إلى وجود مردة الجن
وشياطين الإنس معا ، بمكان تقام فيه وفي الغالب الأعم طقوس الشعوذة والدجل ،
وحتى أنها ،تمنع للزيارة على غير المسلمين، مبرزا ذلك في لافتة تحمل طابع
الشرط في الولوجيات إلى نقط التحدي، الذي بسطت في غياب المراقبة فيه أيادي
آثمة بأناملها المقرفة على أرواح بريئة ، أرواح لم ترفع سيفا و لم تحمل عدا
حب التعايش والتطلع إلى ما تميزت به مدن ببلاد المغرب ، ليكونوا بين أنياب
شاءت لنفسها أن تكون القاضي المدين دون ذنب يذكر وسفك دماء بريئة باسم
نصرة الدين المتبرئ من هاته الأفعال الآثمة ،بعد اكتشاف ضحيتين مدبوحتين
عاريتين أجسادهما مفصولة عن بعضها، بعد أن تعرضوا للاغتصاب قبل تنفيد عملية
القتل في حقهما قتلا هز وجدان المغاربة عموما .…..{.قتل باسم الدين ….. ولذة باسم الجهاد..}…………
_
طبعا _ المعتقد في كون الفعل هو نتاج تضحية من أجل الدين فالدين الإسلامي
السمح بريئ من كل فعل لم يأتي فيه أمر، والذي قام بهذا الأمر الشنيع عمدا
من أجل دخول الجنة حسب معتقد الغافليين ، فلا يمكن دخول الجنة بل وهي محرمة
على هذا الصنف بذليل صحيح في حديث كما روى البخاري (3166) عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ
رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ
عَامًا ، فالدين لم يوصينا أن نعتدي على غير المسلمين ما ذامت العلاقة
قائمة وشعارها السلم والاحترام المتبدال ، واذا كان هناك خلط في المفاهيم
فيجب أن تقوم المؤسسة الدينية على خطوة أمامية بفتح قنوات التوجيه
والانفتاح على دور القران وتوسيع من دائرة الحلقيات الدينية ،والتي من
شأنها سد الباب أمام كل مخل بالنظام العام ، بدعم الأفكار المتأثرة بعلم
بديل يشفع لها لمعرفة حدود حق التعايش مع المسلم وغيره من أهل الكتاب
والمسيح في المرفق والفضاء العام ككل . لكن الملاحظ هو أن هذا الفعل
الممارس يبقى على حساب الدين، وباسم الدين استباحوا أعراض السائحتين
وتمتعوا بأجسادهما التي يحرمها ديننا الحنيف ويجرمها قانون الدولة و أخلاق
مجتمعه المحافظ و المتنور منه على مستوى شكل ومخلفات الفعل الشنيع ، الذي
هز أوصال المغاربة بكل أطيافهم المجتمعية والحقوقية والدينية والسياسية ،
بل وطالبت فيه التشكلة عموما بأقسى العقوبات لمرتكبي هذا الفعل ، حتى
يكونوا عبرة لمن خولت لهم نفسهم الإخلال بقانون النظام وحق تعايش الأديان،
في بلاد المسلمين وحق الفرد في الحياة، بشكل يكفل للفرد كل حقوقه في
مقدمتها حماية حقوقه البدنية ، لم لا وهو نفس الحدث بنفس المدينة بنفس نفس
الانتقام رغم اختلاف وسائله وكيفياته، لتبقى روح السائح على المحك خصوصا و
أن المغرب سيعاني أولا من تبيعات الفعل سواء من الجانب السياحي والاقتصادي
وفي مصالحه العليا كبلد ينعم بالأمن والأمان ويخرج بين سويعاته الليلية في
لحظات خاطفة أشخاص أعطوا لأنفسهم حق ممارسة القضاء و الجنس والقتل، في ظل
تواجد نقط أمنية لم تستطع الأجهزتها الاستخباراتية والاستعلماتية فيها ،رصد
تحركات مثل هؤلاء الجراثيم المنتشرة في نقط سياحية ، حتى يتسنى لها الدخول
مباشرة لكبح جماح مكبوتاث أشخاص يقبعون بين أحضان جبال تعرف توافد أجانب ،
أقاموا فيها مردة البشر بممارسة الظلم، في بلد يحرص على سمعته الخارجية
وسمعة أداء أجهزته التي ما فتئت تضع استراتيجيات استباقية قبل وقوع الحدث ،
الذي كشف في هذا الحادث ،عن خلل ضمني في منظومة تدبير قطاع السياحة
ومراقبة الأجانب وحماية أعراضهم وممتلكاتهم.
زر الذهاب إلى الأعلى