دين ودنياسلايد

مدرسة إداومنو للتعليم العتيق تخلد الذكرى الثانية لوفاة الشيخ العلامة سيدي عبد الله أيت وغوري

 
 اسرار بريس

خلدت مدرسة اداومنو للتعليم العتيق الذكرى السنوية الثانية لوفاة
فقيه المدرسة ومؤسسها المرحوم الشيخ العلامة سيدي عبد الله ايت وغوري بن
الحسين بن علي بن محمد وغوري الصوابي، الرجراجي، الوسميني،وذلك بحضور وفد
رسمي يتقدمه عامل صاحب الجلالة وعدد من العلماء والفقهاء والطلبة تكريما
لهذا الرحل الذي كرس حياته للعلم، يعلم ويبلغ ويرشد وكان رحمه الله من
العلماء الربانيين، حتى وافته بمقر المدرسة العتيقة مساء الجمعة 9 رجب 1438
هـ موافق لـ 7 أبريل 2017م ، وبذلك فقدت الأمة عالما من علمائها ورجلا
صالحا من رجالات هذا الوطن الحبيب،
ولد في شهر الله ذي القعدة سنة 1352 هجرية، 1934 ميلادية، بقرية ”
تَوْرِيرْتْ وَّانُو ” جماعة تركا نتوشكا إقليم شتوكة أيت بها، ولاية
أكادير، وقد ابتدأ مساره الدراسي كعادة المغاربة بحفظ القرآن، وكان ذلك سنة
1356هـ على يد والده رحمه الله تعالى، وقد كان من أهل هذا الشأن، ولما
استكمل على يده ست ختمات سنة 1362هـ أمره بالانتقال إلى مدرسة “تفليت”،
وكان شيخها في ذلك العهد الأستاذ، الفقيه سيدي المدني ابن عمته وزوج أخته،
ولازمه عامين كاملين، وختم على يده ختمتين، فتمت له ثمان ختمات كلها في
ورش، لينتقل سنة 1364هـ إلى مدرسة “تِزِي نْلْثْنِينِ” المشهورة بتحفيظ
الرويات القرآنية. قرأ بها الشيخ برواية قالون عن نافع، وبعدها شغفت نفسه
إلى دراسة الفنون العلمية الأخرى من تفسير، وعلوم القرآن، والحديث وعلومه،
والفقه وأصوله، والعربية، وقواعدها، وآدابها، إلى غير ذلك مما يدرس عادة في
المدارس العتيقة، وكان اختياره مدرسة ” تنالت ” وشيخها الرباني، شيخ
الجماعة سيدي الحاج الحبيب رحمه الله ،
وكانت بداية دراسته في ” تنالت ” شعبان من سنة 1366هـ، درس على يد الشيخ
جميع التآليف التي تدرس هناك، وقرأ عليه من كتب الفنون من غير المقرر
الكثير ، ولازمه أكثر من خمسة عشر سنة، طالبا في البداية، ومساعدا في
التدريس في النهاية، حتى أرسله الشيخ سنة 1381هـ الموافق 19611م إلى مدرسة
إداومنو مديرا ، ومدرسا، وهي المهمة التي كان يقوم بها مند ذلك الحين فضلا
من الله ونعمة إلى أن توفاه الله.
وقد تخرج على يده، بحمد الله ، فقهاء يعدون بالمئات ملأوا بيوت الله،
ومراكز التعليم العتيق شرقا وغربا، داخل الوطن، وخارجه ، ينشرون، ويرسخون،
بفضل الله، مبادئ، وتعاليم الإسلام السمحة، متشبثين، كما تعلموا، بثوابت
الأمة، ومقدساتها.
كما خرجت المدرسة أيضا في عهده أفواجا من الطلبة الذين اختاروا التوجه
لاستكمال مسارهم العلمي داخل مؤسسات التعليم النظامي، فكان منهم أساتذة،
ودكاترة ، لعبوا وما زالوا دورا رائدا في الساحة العلمية المغربية، وقد
تُوج هذا الجهد بالتفاتة مولوية كريمة، غالية، فوشحه صاحب الجلالة محمد
السادس حفظه الله، وأعز أمره بوسامين شريفين، جزاه الله عن العلم،
والمشتغلين به خيرا.
وكان رحمه الله قيد حياته أحدأعضاء الرابطة المحمدية للعلماء ممثلا إقليم
شتوكة أيت باها، كما وسبق له أن فاز بجائزةمحمد السادس لأهل القرآن سنة
2011 والتي يكلف باختيار الفائز بها أميرالمومنين الملك محمد السادس مباشرة
أوعن طريق اقتراح من وزير الأوقاف.
واخيرا ، تعد مدرسة إداومنو للتعليم العتيق الواقعة على الجزء الترابي
باشتوكة أيت باها من أشهر وأقدم المدارس العلمية بسوس، و تقع تحديدا
بالجنوب الغربي لأولاد تايمة، وتبعد عن أولاد تايمة بحوالي 27 كيلومترا،
وتنتمي إداريا إلى إقليم اشتوكة أيت باها، وتتمركز المدرسة بسوق ثلاثاء
إداومنو الأسبوعي، وقد تم تأسيسها قبل أزيد من ستة قرون مضت، حسب منطوق بعض
الوثائق العدلية التي اعتبرتها قبيلة إداومنو مرجعا تاريخيا لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى