صاحبة الجلالة : عرش بلا تاج وكثير من الإعوجاج.
اسرار بريس…
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،يوليوز ،2023
مقال (56),2023.
الصحافة ليست مجرد فرد ،فلا قيمة لصحافي الا في إطار منظومة توحدها مؤسسة ،يكون فيها الصحافيين موزعين على مختلف اصناف الكتابة الصحفية ،بين مكلف بعمود مكاتب رأي ،ومختص في التحليل الرياضي مكلف بالصفحة الرياضية ،ثم صحافي مكون في مجال التحقيقات مكلف بصفحة الحوادث ،وقس على ذلك في باقي الصفحات الإخبارية والسياسية و الفنية …
بإستثناء الصحف الكبرى بالمغرب المستقلة منها والحزبية ، يصعب ان تجد جريدة جهوية بهذه المواصفات ،او لنقل بهذا البناء الهيكلي الذي يحترم التخصصات المتفرعة عن الجسم الصحفي .
وطبعا اصبح من المعتاد وانت تنظم نشاطا غنيا ان يتقدم اليك لتغطية النشاط صحفي من المجال الرياضي ، وقد تنظم ندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي ويأتي لتغطيتها مسؤول جريدة بالمستوى الاعدادي ،
السبب هو ان الجرائد بالمغرب كالشركات الصغيرة وبعض الجمعيات هي في ملك او من تأسيس شخص واحد يقوم بكل شيئ هو المصور و مسجل التصريحات وكاتب المقالات …
يبحث كثيرون عن تصنيف المغرب عالميا في حرية الصحافة ،لمن لا احد يسأل بهذا النظام المتبع في المجال الصحفي كم يمكن ان نحتل كمرتبة في ترتيب الدول المتوفرة على مؤسسات إعلامية وصحافية حقيقية ؟!!!
لا يجب أن تبقى الصحافة مهنة من لا مهنة له وتهب هبة لمن لا هبة له !!!
إن السلطة الرابعة إن هي مورست بقواعدها تكون فوق كل السلطات لانها المراقبة والمصلحة والموجهة ،
والصحافة الحقيقية هي من تصنع الرأي العام ولا تنساق مع اهواء الرعاع ، لذلك لا نملك في بلادنا رأي عام يعبر عن توجهات وفق دراسات واحصائيات ،والسبب ان الموجه نفسه وهو صاحبة الجلالة تتخبط في مملكتها ولم تجد بعد لنفسها مكانا يصون هبتها.
يعلم كثير من الصحفيين وهم في سن العشرين والثلاثين ،وقد ولجوا المهنة واسسوا الموقع بالإجازة في اي شعبة ، يدرك هؤلاء نظرة من سبقوهم الى الميدان ،وكيف يعتبرون اجتهاداتهم مجرد “تشويه ” للمشهد الصحفي ،وطبعا لا نعمم.
هذا الصراع يسمى في كل المجالات صراع الاجيال ، و هو صراع طبيعي نتاج التطور والتحول.
من هذا كله هناك قناعة راسخة ان كل واحد يؤدي دوره وفق إمكانياته ووفق جيله ووفق القوانين التي تحكم ممارسته داخل كل بلد .
فهل تعتبرون؟