اسرار بريس
ركز الملك محمد السادس في خطابه، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، على
أهمية التكوين المهني في تأهيل الشباب من أجل “الاندماج المنتج في سوق
الشغل، والمساهمة في تنمية البلاد”.
واعتبر الملك، في خطابه الذي
ألقاه ليلة الثلاثاء، أن “الحصول على الباكالوريا، وولوج الجامعة، ليس
امتيازا، ولا يشكل سوى مرحلة في التعليم، وإنما الأهم هو الحصول على تكوين
يفتح آفاق الاندماج المهني، والاستقرار الاجتماعي”.
وأوضح محمد عزيز
خمريش، أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الأول بسطات، أن التركيز الملكي
على مجموعة من الإشكالات المحورية، مثل التكوين المهني، يأتي بالنظر إلى
كون “المنظومة التعليمية بالبلاد والنسق التعليمي أصبحا خلية لتفريخ جيوش
من العاطلين لأن التعليم الحضري متجاوز لا يستجيب لحاجيات السوق، ومن ثم
بدأ التركيز على التكوين المهني”.
وأكد رئيس شعبة القانون العام
بكلية الحقوق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “خريج المعاهد يجب
أن يتلقى تكوينا مُمهننا يستجيب لحاجيات السوق”، مشيرا إلى أن “هذا التركيز
أملته حاجيات السوق، التي تتطلب تسخير إمكانيات علمية لإمداد الشركات
متعددة الجنسيات التي تستثمر في المغرب بمجموعة من الكوادر والأطر والموارد
البشرية المؤهلة، وهذا لا يتأتى من خريجي الجامعات، وإنما من التكوينات
المهنية”.
ولفت خمريش الانتباه إلى أنه رغم كل الإصلاحات التي
شهدتها، اليوم، المنظومة التعليمية، فإنه في ظل فشلها صار يتوجب “رد
الاعتبار للتكوين المهني بعيدا عن التكوينات النظرية في الجامعات”.
وأشار
الملك محمد السادس في خطابه إلى أنه سيظل يؤكد على “دور التكوين المهني،
والعمل اليدوي، في إدماج الشباب، انطلاقا من حرف الصناعة التقليدية، وما
توفره لأصحابها، من دخل وعيش كريم ، ومرورا بالصناعات الغذائية، والمهن
المرتبطة بالفلاحة، التي يتعين تركيزها بمناطق الإنتاج، حسب مؤهلات كل جهة،
ووصولا إلى توفير كفاءات وطنية، في السياحة والخدمات، والمهن الجديدة
للمغرب، كصناعة السيارات والطائرات، وفي مجال التكنولوجيات الحديثة”.
وشدد
الملك على أن “النهوض بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل
توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية
الاقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية في مختلف المجالات“.