26 مليار درهم ميزانية بناء 16 سدا كبيرا في طور الإنجاز بعدة مناطق مغربية.

تعكِف وزارة التجهيز والماء على إنجاز عدد من المنشآت المائية الكبرى بهدف تجاوز أزمة الجفاف التي تعاني منها بلادنا، في السنوات الأخيرة، فإلى جانب التحول إلى الاعتماد على مراكز تحلية المياه، يواصل المغرب سياسة بناء السدود التي تَبنَّاها مُنذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث يجري في هذا الصدد بناء 16 سدا كبيرا في عدة مناطق بالمملكة.
إجهاد مائي كبير بالمغرب
يعاني المغرب من أزمة مائية حادة في السنوات الأخيرة، نتيجة لتغيرات مناخية متسارعة وسوء إدارة الموارد المائية. هذه الأزمة تتجلى في انخفاض مستويات المياه الجوفية، وتراجع منسوب السدود، وتكرار موجات الجفاف التي تؤثر بشكل مباشر على الزراعة والاقتصاد الوطني.

وأمام هذا الوضع، دعا الملك محمد السادس المسؤولين إلى تكثيف الجهود من أجل تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المائية المبرمجة؛ من بينها سدود كبرى ومتوسطة ومراكز تحلية مياه البحر، وكذا « اتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة لتجنب الخصاص في الماء ».

بناء 16 سدا كبيرا
يعد بناء السدود في المغرب جزءًا أساسيًا من استراتيجية البلاد لمواجهة التحديات المائية المتزايدة. وذلك مع تزايد الطلب على المياه وتغير المناخ، إذ تساعد السدود في تخزين كميات كبيرة من المياه خلال فترات الأمطار، مما يضمن توفر المياه خلال فترات الجفاف، فضلا عن تعزيز الإنتاج الزراعي، وتوليد الطاقة الكهرومائية، علاوة على مهمة الحماية والحد من مخاطر الفيضانات.

ولتجاوز هذه الأزمة المائية، تتواصل أشغال بناء 16 سدا كبيرا على قدم وساق في مختلف أقاليم المملكة، حيث بلغت عدة سدود مراحل جد متقدمة من الأشغال، فيما يتم وضع الرتوشات الأخيرة على عدد من المنشآت المائية، في أفق استقبالها لأولى القطرات والحمولات المائية، خلال الأشهر القليلة المقبلة.

جرى تخصيص غلاف مالي يتجاوز 26 مليار درهم لإنجاز هذه المشاريع المائية الـ 16، حيث تبلغ السعة الإجمالية لحقينات هذه المنشآت 4 مليارات و900 مليون متر مكعب، ويتم تشييدها من طرف شركات وكفاءات مغربية.

وفيما يلي أبرز المعلومات حول الـ16 سدا التي يتم إنشاؤها حاليا بعدة أقاليم في المملكة:

• إعادة بناء سد الساقية الحمراء بإقليم العيون: سعة تخزينية 113 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (458.4 مليون درهم) ؛
• سد غيس بإقليم الحسيمة: سعة تخزينية 93 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1233,2 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2024) ؛
• سد تاركا أومادي بإقليم جرسيف: سعة تخزينية 287 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1741 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد آيت زيات بإقليم الحوز: سعة تخزينية 185 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1828,6 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد بولعوان بإقليم شيشاوة: سعة تخزينية 66 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1264 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد كدية البرنة بإقليم سيدي قاسم: سعة تخزينية 12 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1378 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2024) ؛

مشاهد حصرية لسد دار خروفة الذي سيستقبل مياه سد وادي المخازن لتوزيعها على طنجة

• سد بني عزيمان بإقليم الدريوش: سعة تخزينية 44 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1481مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2025) ؛
• تعلية سد المختار السوسي بإقليم تارودانت: سعة تخزينية 280 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1640 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد سيدي عبو بإقليم تاونات: سعة تخزينية 200 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1240 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2025) ؛
• تعلية سد محمد الخامس بإقليم تاوريرت / الناظور: سعة تخزينية 980 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1548 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد خنك كرو بإقليم فجيج: سعة تخزينية 1070 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1200 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد واد لخضر بإقليم أزيلال: سعة تخزينية 150 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1500 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2027) ؛
• سد تاغزيرت بإقليم بني ملال: سعة تخزينية 85 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1350 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2027) ؛
• سد تامري بإقليم أكادير: سعة تخزينية 204 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (2700 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2026) ؛
• سد الرتبة بإقليم تاونات: سعة تخزينية 1009 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع ( 4087 مليون درهم)، موعد انتهاء الأشغال (2028) ؛
• سد رباط الخير بإقليم صفرو: سعة تخزينية 124 مليون متر مكعب، الكلفة الإجمالية للمشروع (1600 مليون درهم).

للإشارة، فقد تم تسريع وتيرة إنجاز عدد من السدود المذكورة، حيث جرى تقليص المدة المخصصة للأشغال بين شهرين و12 شهرا؛ في أفق أن تكون جاهزة قبل الموعد المحدد لها سلفا.

وجرى استخدام تكنولوجيات حديثة في تصميم وبناء هذه السدود بهدف تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة، كما تمت مراعاة التأثير البيئي لهذه المنشآت وتأثيرها على النظم البيئية المحلية، بما في ذلك الحياة البرية والنباتات.