الغاز الطبيعي في المغرب .. الدراسة توحي بالتخلي عن الإستيراد بعد إكتشاف بحر تحت الأرض.
أعلنت مؤخرا شركة شاريوت البريطانية (Chariot) اكتشاف الغاز الطبيعي في المغرب، في خطوة من شأنها أن تحفّز عمليات التنقيب في المملكة وتطوير احتياطياتها من الهيدروكربونات.
ووفق بيان رسمي، كشفت شركة الطاقة البريطانية التي تركّز أنشطها على أفريقيا عن نتائج عمليات الحفر في البئر “أو بي إيه-1” (OBA-1) في منطقة دارتوا.
وتعدّ البئر الثانية من نوعها في إطار حملة لحفر بئرين في ترخيص “لوكوس” البري، كما يأتي اكتشاف الغاز في المغرب بعد نحو 8 أيام من بدء عمليات الحفر في البئر التي أطلقتها الشركة في 20 ماي الماضي.
وأطلقت شاريوت بداية الشهر المنصرم حملة حفر في ترخيص لوكوس، الذي تمتلك فيه الشركة البريطانية نسبة 75% منه بصفتها المشغّل، ويحتفظ المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بنسبة 25%.
الغاز الطبيعي في المغرب
الغاز الطبيعي في المغرب
أكدت الشركة البريطانية أن عمليات حفر البئر “أو بي إيه-1” في منطقة دارتوا جرت بنجاعة وأمان، ضمن الآجال والميزانية المحددة، بعمق 901 مترًا مخترقًا الأهداف المحددة في الخزانات.
وأوضحت أنه بعد تقييم مفصّل لبيانات البئر، بما في ذلك السجلات والمواد المستخرجة من الحفر وكميات الغاز، تأكَّد وجود خزانات داخل نطاق يبلغ سمكه الخام 200 متر، بما يتوافق مع أهداف ما قبل الحفر، إضافة إلى تحديد نطاق خام يبلغ 70 مترًا يتّسم بمقاومة عالية، مع تقديرات عالية لكميات الغاز في طمي الحفر، مما قد يشير إلى وجود طبقة غازية لا تحتوي على ماء.
وتعتزم شاريوت إجراء تحاليل إضافية بعد إتمام عمليات الحفر استعدادا للاختبار الذي سيحدد القدرات الإنتاجية للبئر وحجم الموارد المحتملة لاكتشاف الغاز في المغرب، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتخطط الشركة البريطانية أيضًا لتجهيز اكتشاف الغاز في المغرب بغرض إتاحة إجراء الاختبارات واحتمالات استعماله بئرًا للإنتاج، وبعد ذلك ستُفَكَّك وحدة الحفر.
الغاز الطبيعي
نتائج حملة الحفر البري
قال المدير التقني لشركة شاريوت، دنكان والاس: “نحن سعداء بإعلان نجاح عملية الحفر في البئر “أو بي إيه-1” في منطقة دارتوا، التي اختتمت حملة الحفر البرية التي قادتها شاريوت في المغرب، ونعدّ النتائج مؤشرًا إيجابيًا بخصوص قدرات منطقة دارتوا.
وأضاف: “سندمج حاليًا جميع البيانات التي حصلنا عليها في البئرين “آر زد كيه-1” و “أو بي إيه-1″ مع معطيات الدراسات الزلزالية ثلاثية الأبعاد التي نتوفر عليها، والتي أعيدت معالجتها بهدف الحصول على تقييم جيد للموارد المحتملة لمنطقة دارتوا، بشكل يمكّن من تجويد برنامج العمل المستقبلي بخصوص هذا الاكتشاف ووقعه المحتمل على الإنتاجية في مجموع نطاق ترخيص لوكوس”.
وكانت شاريوت قد أعلنت في 15 ماي الماضي، أن نتائج الحفر في البئر “آر زد كيه-1″، الأولى من حملة حفر بئرين في ترخيص لوكوس، توصلت إلى كميات هائلة من الغاز تفوق التوقعات، إلّا أنها تُعدّ غير مجدية اقتصاديًا في الوقت الحالي، نظرًا إلى وجود كميات كبيرة من الماء.
وأكد والاس أن “عمليات حفر البئرين الأوليين أظهرت بنجاح نموذجنا الجيولوجي لتوزيع الخزانات، ويعدّ وجود الغاز بشارة خير لنشاطنا المستقبلي بخصوص استغلال ترخيص اكتشاف الغاز في المغرب”.
وشدد على أن هدف الشركة بالنسبة لترخيص لوكوس هو التعجيل قدر الإمكان بنقل كل اكتشاف تجاري إلى إنتاج.
وكان والاس قد أكد في بيان سابق أن عملية حفر بئر دارتوا تستهدف نظام خزان مختلفًا، مع احتمال النجاح في إطلاق موارد محتملة مجمعة قابلة للاستخراج تُقدَّر بـ20 مليار قدم مكعّبة.
الغاز في المغرب
المغرب يستعد لخطوة جديدة في الغاز الطبيعي
يستعد المغرب لاتخاذ خطوة مهمة في مجال الغاز من شأنها تأمين احتياجات المملكة من هذا الوقود الحيوي لقطاع الكهرباء والصناعات، ويخفف من اعتماده على الاستيراد من إسبانيا.
ووفق تفاصيل من مصادر متطابقة، دعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، شركات القطاع الخاص إلى المشاركة في إعداد خريطة طريق البنية التحتية للغاز في المغرب.
وشددت الوزارة على أن موعد عرض خريطة البنية التحتية للغاز الطبيعي سيكون في 31 ماي الماضي، داخل أحد فنادق المملكة.
ويهدف مشروع البنية التحتية للغاز في المغرب إلى وضع خريطة لتأمين احتياجات البلاد، في خطوة من شأنها وقف استيراد الغاز المسال عبر المواني الإسبانية، وتحويل الشحنات إلى مواني المملكة، خاصة ميناء الناظور في المستقبل القريب