المغاربة ، هشاشة وبشاشة .
المغاربة ، هشاشة وبشاشة :
إنطباعات بقلم :سدي علي ماء العينين. نونبر ،أكادير ،2023.
مقال (103),2023,
الشعب المغربي شعب يحب المطر ويعشق تنفس هواء برائحة التراب المبتل بالمطر ؛
غاب المطر وغابت معه الخضرة ولم يعد في المغرب وجه حسن باسم ؛
حتى الخطاب اصبح متشائما ؛والوجوه شاحبة ؛والقساوة تسللت الى القلوب ؛و حتى امراض الزكام تصيب الابدان لضعف المناعة وتقلب الجو ؛
إن المطر لم يعد مطلبا لتغطية خصاص السدود ولا لري الحقول ؛
المطر أصبح مطلبا لتهدئة النفوس ؛و طرد الضغينة ونشر التفاؤل والتسامح ؛
المطر عنددما يتساقط يجدد الأمل بالنفوس مثلما يجدد نمو الأشجار والنباتات وذلك لإنه رمز للعطاء
ولكن من زاوية أخرى هذا المعطى يبين هشاشة بنيتنا النفسية وعلاقاتنا الإجتماعية ؛وصدق سريرتنا ؛
إننا مزاجيون ؛ إذا جاء المطر وتسبب في فيضانات ؛ننسى نعمة التساقطات و ننزل بجام غضبنا على ضعف البنية التحتية ؛
وإذا غاب المطر ننزل بجام غضبنا على وزارة الفلاحة !
صدق يوما الفقيد الزعيم علي يعته وهو يتهكم على الحكومة في البرلمان في بداية التسعينات وهو يقول :
كادت الحكومة أن تعتبر التساقطات المطرية من منجزاتها !!
المطر قادم لا محالة ؛فلا داعي للتجهم
المطلوب فقط أن نتعلم ان نكون شعبا متحابا في الجفاف كما في المطر .
فهل تعتبرون ؟