بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير، ابريل،2023.
مقال :(48)
رمضان 18/30 .
من عادتي ان احول جدار صفحتي” اليراع” للكلام في أمور الرعاع ،ولا الكتابة تحت الطلب لصالح فلان او ضد فلان ،
ولكن كانت صفحة” اليراع “و ستظل النافذة التي يطل عليها القراء لفهم بعض الأمور وإزالة الغبار عن أخرى .
لذلك إرتأيت قبل كتابة و نشر الجزء الثاني عن “السدل والقبض” أن اربطه بمشاهد من ليلة القدر التي احياها امير المؤمنين أمس بمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء :
– اولى الملاحظات التي لم تمر مرور الكرام كانت عندما دفعت الحماسة بوزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ان يسارع الخطى رغم سنه المتقدمة ،ليجد نفسه متقدما على ولي العهد في سهو أدى إلى خرق البروتوكول ،
والجميل ان لا احد من المشرفين على هذا البروتوكول بما في ذلك الحراس الشخصيون لم ينتبهوا للأمر ، فما كان على ولي العهد مولاي الحسن الا ان تدخل بلطف وأدب ويعيد الوزير إلى مكانه الطبيعي ،
حدث بسيط لكن دلالاته عميقة ،و كل يراه على هواه ، بين من كتب يقول ان الوزير سيكون عرضة لغضبة ملكية ، وآخرون ينبشون هل هناك خلاف بين ولي العهد ووزير الاوقاف ….!!!!!!
– الواقعة الثانية التي لها ارتباط بمقال” السدل و القبض” ،أن صلاة التراويح في صفها الأمامي حيث يصلي امير المؤمنين كان الجميع يصلي بالسدل الا مصليا واحدا ،ولم يكن غير الامير مولاي اسماعيل الذي ظهر وهو يصلي بالقبض ،
وهذا يحيلنا الى مقال كتبناه ايام وزير الاوقاف المدغري الذي كان حريصا على أن يصلي بالقبض وهو الى جانب امير المؤمنين وهو يصلي بالسدل .
– الواقعة الثالثة لم تكن سوى تركيز الناس على طريقة جلوس وركوع وسجود رئيس الحكومة عزيز اخنوش ،
لقد بدى واضحا أن الرجل يعاني من إصابة أو ما شابه على مستوى ركبته ،وهو التفسير الذي يبرر طريقة سجدته ،
و اخنوش مثل كثير من المغاربة الذين انتشرت بينهم ثقافة الصلاة جلوسا على الكراسي بالمساجد بسبب انتشار امراض المفاصل والروماتيزم وما شابه ،
و كان الوضع الطبيعي الذي لا يسمح به البروتوكول هو ان يصلي اخنوش جالسا على الكرسي ، لكن محاولته التحامل على نفسه اعطت تلك الصورة التي كثر حولها اللغط و الكلام الذي تجاوز الحدود .
هنا اود تقديم توضيح يسري على عقلية كثير من الشعوب العربية و الإسلامية ،وهي التنمر على كل مسؤول مهما كان منصبه او موقعه ،
لقد تكونت لدينا تلك القناعة ان كل من في المسؤولية وجبت معارضته ،من التلميذ الذي يكلفه المعلم بحراسة القسم في غيابه الى حكم المباراة الى المنتخب الى المسؤول الحزبي او الجمعوي او النقابي وقس على ذلك .
أخنوش رجل أعمال وربما أغنى اثرياء المغرب ، و منصب رئيس الحكومة لن يزيده نفوذا وهو المنتسب الى اسرة من اصدقاء القصر ، ولا يحتاج إلى سلطة ،و هو المسير لشركة المحروقات التي تعتبر لوحدها في العالم سلطة فوق كل المؤسسات ،
الرجل كما كان والده في الحركة الاتحادية ، يقوم بعمل ضمن سيرورة دولة ،وجب عليه القيام به وفق قرارات و مسارات وضرورات ،
فالرجل من باب الانصاف بمنطق الرعاع له من الأموال ما ينفق هو واحفاد أحفاده !!!
فما حاجته لأن يضع نفسه في موقف يتنمر عليه العادي والبادي ،كمن قال عنه انه لا يعرف الصلاة والركوع والسجود ، وآخر قال إنه لحقه ذنب المغاربة ودعاويهم و آخرون قالوا في النازلة ما لم يقل مالك في الخمر ….؟!!!!
اليوم في العمل كنت بصدد صياغة وثيقة ستكون ضمن وثائق دورة المجلس المقبلة ، ولأن الآلات اصبحت تنوب عن المرقن في التصحيح ،فإن كلمة كلام كتبت بالخطأ ب “الكلاب ” ،
و كانت لولى يقظة بعض الإخوة في طريقها للدورة المقبلة ، وطبعا كانت ستكون “فضيحة ” للمجلس ولأخنوش ،رغم ان مقترفها موظف واطار ممتاز بالجماعة، الذي هو انا !!!!
وكم كنت مشفقا على من اخدها للتنمر على شخصي ،و الوشوشة في المكاتب للتشكيك في قدراتي !!!!
علاقة هذه بتلك ،ان الناس لا يقدرون ،ولا يعذرون ، و يتشفون فيك لأتفه الأسباب ، و أصغر الزلات ،
لذلك فاخنوش بالامس مواطن مغربي مسلم جاء رفقة الوفد الرسمي لأداء صلاة التراويح ، وفرض عليه منصبه ان لا يجلس على كرسي للصلاة ، وفرض عليه منصبه ان لا يتغيب عن الصلاة رغم وعكته الصحية ،
لكن حجم الشتائم و الاستهزاء تعيد الى ذهني ذلك السؤال الذي كتبت عنه اكثر من مرة :
أي عاقل هذا الذي يقبل ان يكون مسؤولا على المغاربة ،الذين في الصباح يقولون عنك “مرضي الوالدين” ويهتفون بإسمك ويحملونك على الاكتاف ،وفي العشية ” ينعتونك “مسخوط الوالدين”, ويهتفون ضدك و يرمونك بأبشع النعوث !!!!
اتقوا الله في انفسكم وفي حكمكم على الناس و المسؤولين ،
فنقاش السياسة لا يكون بالتنمر على صلاة مسلم من داخل بيت الله وفي ليلة القدر المباركة وفي حضرة امير المؤمنين .
فهل تعتبرون ؟
( اترك لاصحاب النفوس المريضة تأويل المقال بأنه تملق لرئيسي في العمل ،او مقال مدفوع لغاية او مصلحة ههههه،)