اعتقال راقي شرعي سحب مبلغا ماليا مهما من حسابين بنكيين لمتوفاة بمرض السرطان.
سحب 60 ألف درهم من وكالتين خلال أيام لا تتجاوز ستة من يوم وفاتها
بقلم محمد فحلي
أحالت عناصر الشرطة القضائية باليوسفية، شخصا يمتهن الرقية الشرعية على أنظار وكيل الملك لدى ابتدائية اليوسفية في حالة اعتقال من أجل السرقة والنصب باستغلال ملك الغير للحصول على منفعة مالية والتدليس.
وترجع تفاصيل هذه القضية، الى شكاية تقدم بها أخ بالكفالة لفتاة وافتها المنية إثر مرض عضال لم ينفع معه علاج، الى النيابة العامة في مواجهة راقي قاطن بمدينة آسفي وشخص آخر ينحدر من مدينة الدار البيضاء، تفيد بأن الراقي بقي بحوزته بطاقتين بنكيتين تعودان لشقيقة المشتكي حيث استعملها يوم وفاتها وأيام بعد الوفاة، وتمكن من خلالها من الاستحواذ على مبالغ مالية مهمة من حسابين بنكيين خاصين بالمتوفاة.
وكشفت مصادر ، بأن المحققين استدعوا الراقي المتهم، وأفاد بأنه بالفعل قبل وبعد وفاة الشابة، كان هو من يحتفظ ببطاقتي شباك أوتوماتيكيتين الأولى مسحوبة عن وكالة بنك بآسفي والثانية مسحوبة من وكالة بنك بمراكش وهما خاصتين بالهالكة.
وكشف المتهم للمحققين بأنه تعرف على الهالكة، بعدما كانت تزوره من أجل الاستفادة من حصص للرقية الشرعية، وتبين له من خلال ذلك على أنها مصابة بمس وبدأ مرحلة العلاج مع المعنية بالأمر على غرار زبناءه، زيادة على كونها ونتيجة فحوصات تبين بأنها مصابة بمرض سرطان الثدي وأنها في مرحلة متقدمة، وبأنها كانت تلح عليه تخصيص حصص للرقية الشرعية لأجل العامل النفسي.
وأضاف المتهم بأنه كان يلازم المعنية في حصص العلاج الكيميائي لتلبية متطلباتها ونقلها لأجل العلاج برفقة أختها، كما أنه نظرا للظروف النفسية والجسدية التي تمر منها الهالكة، فقد تقدم لخطبتها ليكون لها سندا في ظروفها وكان أمله أن تتحسن حالتها الصحية.
واعترف الراقي الشرعي للمحققين بأن الهالكة أمدته قيد حياتها ببطاقة الشباك البنكي بآسفي، وبكونه كان يتوفر على قنها السري وكانت الهالكة قيد حياتها تحتفظ بمبالغ مالية توصلت بها عن طريق تبرعات لمحسنين من داخل أرض الوطن ومن خارجه ولم يسبق وأن سحب من هذا الحساب أي مبلغ مالي ابان حياتها، أما بخصوص البطاقة البنكية بمدينة مراكش، فقد حصل عليها من طرف أخت الهالكة وكانت الفقيدة ساعتها في حالة صحية متدهورة ولا تقوى على الحركة وأمدته أيضا بقنها السري لأجل تسديد فواتير المصحة وبقيت بحوزته الى توفيت.
وبخصوص قيامه بعدة سحوبات من حسابي الهالكة يوم وفاتها خلال شهر غشت المنصرم، وأيام ما بعد الوفاة وبأنه سحب مبالغ مالية مهمة من حسابها بوكالتين، فقد أكد الراقي بأنه بالفعل قام بهذه السحوبات يوم وفاتها وأيام ما بعد وفاتها وذلك لتطبيق وصيتها بصرفها على المساجد وفي أعمال البر والاحسان.
وفيما كان يتوفر على وصية مكتوبة من الهالكة لأجل سحب أموالها وصرفها وبما يفسر سحب 60 ألف درهم من وكالتين خلال أيام لا تتجاوز ستة من يوم وفاتها، فقد كشف الراقي بأنه له وصية شفوية وعبر رسائل بتطبيق واتساب، وبأنه بالفعل قام بسحوبات مسترسلة للإسراع بتنفيذ وصيتها ولكونه كان مرتبط بسفر الى خارج أرض الوطن.
ومواصلة للبحث فقد تفاعلت عناصر الشرطة القضائية باليوسفية، بحزم وبشكل سريع مع هذه القضية، حيث انتقلت الى الوكالتين البنكيتين بكل من مدينتي آسفي ومراكش وتم التواصل مع مسؤولي الوكالتين من أجل تأكيد عملية السحب وتحديد قيمته، وبعدها الى مصحة بمدينة مراكش من أجل الاطلاع على الطريقة التي دفعت بها مصاريف العلاج، زيادة على استدعاء الأم البيولوجية للفتاة المتوفاة من أجل اكمال مسطرة التقديم لدى النيابة العامة.
وفي الأخير وبعد الاستماع الى جميع الأطراف موضوع الشكاية، وبعد انتقال عناصر الشرطة القضائية لمدن آسفي ومراكش للتأكد من تصريحات المشتكي والمشتكى بهما، فقد أمر وكيل الملك لدى ابتدائية اليوسفية بمتابعة الراقي الشرعي في حالة اعتقال بتهمة السرقة والنصب وشخص آخر ينحدر من مدينة الدار البيضاء في حالة سراح مؤقت.الى أن تقول العدالة كلمتها…