بقلم سدي علي ماءالعينين ، أكادير ،يوليوز،2022.
عيد هذه السنة ،أعياد ، و ظهور الملك بعد غياب كان أكبر عيد بعد العيد الشرعي ، لان أصواتا إستخباراتية أجنبية وجهت اعلامها للتشكيك ليس في صحة الملك ،ولكن هذه المرة في حياة الملك ،وهل لازال على قيد الحياة ،
فمن اسبانيا وفرنسا ،و من فيديوهات اليوتيوب المنسوبة ل”مغاربة”يقولون انهم “معارضة”، زد على ذلك الإعلام المعادي لوحدتنا الترابية …
كلها زرعت الأقاويل والتأويلات حول ملكنا ،و سامح الله من المغاربة من تمكنت هذه المخططات من زرع الشك في نفوسهم ،وانساقوا يساهمون في ترويج الاكاذيب ،ولو كان ذلك من باب الحب والخوف على الملك والبلاد .
فجاء ظهور الملك في مراسيم العيد ونحر الأضحية ليضع حدا لشائعات وفاة الملك ، ورغم ذلك واصلت بعض الجهات عملية التشكيك لتتكلم عن فبركة الفيديوهات (هههههه) ، وكأني بهم يتذكرون ما كانوا يقومون به لتظيل العالم حول صحة رئيسهم ليحكموا باسمه ،هههههههه
هذا الموضوع يستوجب وقفة تأمل ،و يستدعي الإنتباه إلى حجم المآمرات التي تحاك ضد بلادنا وملكنا ، والتي ستكون هي الحصن المنيع لقطع الطريق على الإشاعات و المتربصين بالبلاد والعباد.
أول ملاحظة بهذا الخصوص ، هي ان خصومنا يتجاهلون أن المغرب نظام يبنى على الملكية وليس على الملك ، وأن الملك في إطار نظام عام له مكانته ورمزيته و سلطاته ،
فقد جاء في كل الدساتير الخمسة السابقة : “نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية دستورية، ديمقراطيةواجتماعية”.ليضيف دستور2011
مصطلح “برلمانية” لتصبح : “نظام الحكم بالمغرب نظام ملكية دستورية، ديمقراطية برلمانية واجتماعية”.
ولا أحتاج للتذكير ان الملكية تعود منتصف القرن السابع عشر، وهي أقدم عائلة حاكمة في العالم العربي. وإن هناك مشروع مبكر لإنشاء حكم دستوري عام 1908، قبل فترة الحماية الفرنسية، والذي نص على تقييد صلاحيات السلطان .
وكما توضح كافة الدساتير: رئيس الدولة هو الملك (أو السلطان، عام 1908)، وهو “أمير المؤمنين”. ويستمد سلطته من دوره كرئيس سياسي لمجتمع يحدده الدين. تلك السلطة (البركة) هي خاصية موروثة لنسل مؤسس سلالة العلويين، مولاي الشريف وولده مولاي الرشيد (1666 – 1672)،
بعد ذلك سيختفي لقب السلطان ليتحول إلى “ملك” عام 1956، في الصراع على السلطة بعد الاستقلال. وهي نفس الفترة التي اقترحت فيها الحركة الوطنية ،تلقيب السلطان وفق تراتبية الإسم لتأكيد الإستمرارية وتكريس نظام الوراثة ،ولذلك سمي محمد بن يوسف بمحمد الخامس .
مات الحسن الثاني ،وحل محله ابنه محمد السادس والذي انجب وليا للعهد هو مولاي الحسن الذي بعد وفاة والده اطال الله في عمره سيكون هو الحسن الثالث …
واجه النظام الملكي صعوبات في تدبير مرض الملك الحسن الثاني ،و فتح النقاش حول حق الشعب في معرفة صحة ملكه ،
وبمجيئ حكم محمد السادس ،كان النظام الملكي قد وضع الأسس للتعامل مع الحالة الصحية للملك حتى قبل مرضه ،
ففي عهده لم يعد الإعلان عن صحة الملك أمرا جديدا بل اصبح تقليدا سلطويا ، الغرض منه منع الغموض والتأويلات التي تحوم حول صحة الملك”.
أعلن الديوان الملكي للمرة الأولى خلال عام 2009 وبشفافية عن إصابة الملك بـ”روتا فيروس”.و عام 2014 عن إصابته بأعراض زكام حاد مصحوب بحمى، إضافة إلى التهاب الشعب الهوائية. وفي عام 2017، كشف المتحدث الرسمي عن خضوعه لعملية جراحية في عينه اليسرى، وعام 2018 عن خضوعه لجراحة في القلب لعدم انتظام دقاته.
وقبل ايام أفاد البروفيسور لحسن بليمني، الطبيب الخاص للملك، بأن الملك محمد السادس تعرض لفيروس كورونا المستجد كوفيد – 19، بدون أعراض.
وجاء هذا البلاغ لينضاف إلى أخرى تم إصدارها بشكل رسمي خلال السنوات الأخيرة لإطلاع الرأي العام على صحة الملك، وهي البلاغات التي تضع حدا لزمن لم يكن فيه المغاربة يدرون أي شيء عن صحة الملك.
هناك حقيقة ثابثة وهي ان ملامح الملك تظهر مرضه ،كيف لا وهو الإنسان الذي اجرى عمليتين جراحيتين على القلب ،وهو على مشارف الستين من عمره .
ولكن ماهو مؤكد ايضا ان مرضه ،شفاه الله وعافاه ،لم يؤثر على السير العادي لنظام الحكم ،ولا اثر على الطقوس المولوية للملك اتجاه شعبه ،ومنها الحضور في المناسبات وتوجيه الخطب في الاعياد ، و ترأس المجالس والمؤسسات في موعدها ،
اما المرض فالملك الإنسان ككل الناس يمرض ويموت ،ويعاني ويتألم ،و يلج المصحات ياخد الأدوية ويجري العمليات ،،،،
وكل ذلك يدخل في نظام الحكم الذي يبنى على المؤسسات و يكون فيها الاشخاص اللمسة والرمز والابداع .
ندعو الله الشفاء العاجل لملكنا ،و دوام الصحة والعافية ،
وندعو الله الاستقرار لملكيتنا ،التي تزعج الخصوم ،وتربك مخططات الأعداء ،وتضرب باستمرار مروجي الإشاعات في مقتل .
شعارنا : الله ،الوطن،الملك ،
وسنة الحياة ،ان الله واحد ،والوطن واحد ،والملك بحكمه واحد ،وعلى عرشه ملوك حكمت وملوك ستحكم ،وملكية راسخة .
فهل تعتبرون ؟