خطير بوادي ماسة نفوق جماعي للاسماك يدق ناقوس الخطر….
شهد وادي ماسة بإقليم اشتوكة أيت باها نفوق جماعي للأسماك، وتعد هذه المرة الثالثة على التوالي لتكرار ظاهرة نفوق أعداد من أسماك البوري (Mulet) في ظرف سنتين.
وتشير المصادر، إلى أن لجنة مختلطة تظم مصالح مختلفة من عمالة اشتوكة ايت بها، السلطات المحلية وعناصر الشرطة البيئة للدرك الملكي بزيارة ميدانية وبأخذ عينات، وتسجيل محضر، وأخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق لأجل تحليلها ودراستها، كما عملت السلطات المختصة على الوقوف على تنقية وتخليص الوادي من الأسماك النافقة ودفنها في مكان آمن والتخلص منها درءا لكل خطر قد يهدد الصحة العامة.
وكشفت الأبحاث الأولية، عن ارتباط نفوق الأسماك بنضوب المياه الراكدة بالبحيرات التي سجل تشكلها بعد تراجع مجرى المياه، الشيء الذي تسبب في نفوق هذا الكم الهائل من الأسماك.
كانت جمعية بييزاج للبيئة سنة 2019 أن استفسرت أطراف عديدة ومصادر محلية عليمة، ومختصين في مجال البيئة والأحياء، عن هذه الظاهرة ببلدة (أملالن) سابقا، و الواقعة جنوب أكادير، لتحديد الاسباب الاساسية لظاهرة نفوق عدد من الأسماك بإحدى مجاري الوادي في البرك التي ركدت فيها مياه الوادي. وتعد منطقة ابن إيلياس بجانب الوادي من المناطق الفلاحية بماسة حيت تستغل مياه الوداي في عمليات الري.
واعتبرت المصادر العلمية للجمعية آنذاك، أن الظاهرة مستفحلة في ظل توالي سنوات الجفاف وتأثير التغيرات المناخية وشح التساقطات حيث تحول الوادي لمستنقعات آسنة وراكدة فيما يشبه برك ومستنقعات خضراء اللون تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع الكبيرة من الاسماك ، كما أن انعدام حركة وصبيب وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تنتج حركية ودورانا سلسا للاوكسجين السائل لحياة مجموعة من الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، يفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة، وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك،
واستنادا لتقرير خبرة سابق أنجزه المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث بالرباط التابع لكتابة الدولة في البيئة والتنمية المستدامة سابقا حول نفس الظاهرة فان نفس الاسباب هي التي أفضت لموت الاسماك بسبب نفاذ الاوكسجين المذاب وارتفاع حموضة المياه وتكاثر العوالق والطحالب الخضراء التي تستنزف الاوكسجين في القعر وملاحظة نشاط كبير وتكاتر تلك العوالق بسبب ركود وانخفاظ مستوى الماء تدريجيا ، والتي تودي تلقائيا لموت للأسماك التي تعيش في الوادي الذي تحول لبرك.