،سلايد،رأي

روتيني اليومي، أو الدعارة المقنعة،

بقلم :سدي علي ماء العينين ،أكادير ،مارس، 2022(مقال46).

إلى العهد القريب حاولت جهات كثيرة إلصاق صفات السحر والدعارة بالمرأة المغربية متجاهلة نساء مغربيات رائدات في مجالات مختلفة،

تواجد مغربيات بدول الخليج تحت قناع العمل، أو بإسبانيا للعمل في حقول “الفريز”، كلها كانت تهمة جاهزة بأن المغربيات يمارسن الدعارة عبر شبكات دولية،

بعد ذلك جاء فيلم “الزين لي فيك”، من إنتاج مغربي لينتقل بنا من التهم و الصورة النمطية عن المرأة إلى عمل قيل إنه فني، لكنه في واقع الأمر شرعنة للبورنوغرافيك، ولا أحد استفسر أين هو المركز السينمائي المغربي ليلعب دور الرقابة،

الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل شكلت بطلة الفيلم مادة دسمة وصلت حد استضافتها ببرامج على القنوات باليوتيوب، كأنها نموذج يمكن تقديمه للناشئة أو كخطوة لشرعنة سلوك يرفضه المجتمع.

بعد ذلك ظهرت ظاهرة” روتيني اليومي” الذي يُجمع كل المتتبعين انها مادة أولها وآخرها ايحاءات جنسية مغلفة بالتفاهة، حيث نساء مغربيات يستعرض اجسادهن بشكل مخل بالآداب و يحول المرأة إلى سلعة جنسية يتابعها المكبوتون،

ومرة أخرى تصبح بطلات هذه الظاهرة ضيفات على برامج بقنوات اليوتوب، حيث يدافعن عن المهنة الجديدة على ثقافة المجتمع ويروجن للموارد المالية الكبيرة التي يتم جنيها من هذا السلوك.

نحن أمام ظاهرة تنتشر أمام أعين القانون المغربي الذي ظل مكتوف الأيدي إتجاه ظاهرة تتوسع لتشمل اسرا بكاملها، كأن يشارك الأب أو الأم أو الإخوة في عمليات التصوير لا لشيئ سوى لأنها تجني أموالا يقولون انها طائلة  يتم جنيها من نسب المشاهدة.

يصعب تصنيف فيلم “الزين لي فيك” أنه من جنس السينما، كما يصعب تصنيف الأشرطة المعروضة على اليوتوب المسماة “روتيني اليومي” ،إنها سينما أو ترفيه. 

إننا بكل بساطة نشرعن افلام ومقاطع الخلاعة والاباحية تحت مسميات مختلفة، والتعايش معها والقبول بها هو منعطف خطير يمس قيم المجتمع ويضرب في العمق نموذج القدوة للناشئة.

التصدي لهذه الظاهرة أصبح ضرورة تحتمها حاجة المغرب لحماية مواطنيه من انزلاقات و انحرافات فيها إهانة كبيرة للمرأة والمجتمع.

 حاجتنا اليوم لقوانين زجرية لوقف هذا العبث وهذه الظاهرة التي كلما ازدادت أرباح ممارسيها كلما قدمت كحل لمشاكل مالية لفئات هشة بالمجتمع، وكأننا نقبل بكل وسيلة مادامت تحقق غاية الربح ولو على حساب تماسك المجتمع وصورته.

ماكان يمارس في الغرف المغلقة خرج إلى العلن واصبح واقعا، والقبول به هو وصمة عار على مجتمعنا،

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى