اسرار بريس…بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،مارس، 2022(مقال23).
أوكلت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حق بناء بعض المساجد للمحسنين ،فاتحة المجال لجمعيات بناء المساجد لممارسة طلب الإحسان العمومي غالبيتهم لا يملكون رخصة لذلك،
تتوصل الجمعية عبر حسابها البنكي بمساهمات من مواطنين ومؤسسات في الغالب لا تعلن عن نفسها للعموم، فالاحسان لا يفضل أصحابه العلنية.
لكن الجمعيات ابتكرت أشكالا مهينة لهم وللوطن ولوزارة تعتبر أغلى وزارة بالبلاد،
وهؤلاء يعتبرون ذلك السلوك فيه أجر ويفاخرون به، فتجدهم يحمل كل واحد منهم دلوه بيد وباخرى يحمل لافتة تشير إلى تصميم المسجد واسم الجمعية و رقم الحساب البنكي ويجوب دروب الأحياء وحتى أمام إشارات مرور السيارات، و في أبواب المساجد، وفي كل الأماكن العمومية، وهم يتوسلون المارة المساهمة في بناء المسجد،
آخرون يحملون مكبرات الصوت ويدقون أبواب المنازل يطلبون المساهمات،
لا يجب أن يعتقد هؤلاء اننا ضد بناء المساجد، ولا ضد البحث عن مصادر التمويل، لكن ما يزعج كل غيور على الإسلام والمسلمين وعلى وطننا الحبيب أن تبنى بيوت الله بالتسول وبالاستجداء و بطرق مهينة
فالدريهمات لا يبني بناية في حجم مسجد، وكلنا يعرف المساجد وزخرفتها كم تكلف،
وإذا كانت الوزارة تريد فتح المجال لمساهمات المحسنين لبناء المساجد يمكنها أن تحدث صناديق جهوية تتكلف بهذا الأمر بدل “هاد التبهديل” ، الذي يمارسه رجال لا أحد يشكك في دمتهم، لكن يقومون بمعاملات مالية بلا ضوابط قانونية أو مساطر ضامنة للشفافية.
إن سياسة :” عاون الفرقة”، اسلوب مرفوض، وإذا كان هؤلاء يعتبرون أنفسهم يقومون بمجهود وعمل مضني، فإن التقنيين يعفيهم من هذا الجهد و يجعلهم في غنا عن تشويه صورة بيوت الله، ويبقى المهم هو أن تشيد هذه المساجد،
وبنفس الطريقة تعج المساجد في تراويح رمضان بجمعيات تقوم بجمع مساهمات مالية بين صفوف المصلين يقول الإمام أو المأدن في ميكروفون المسجد انها أموال ستخصص للإمام نظير قيامه التراويح، وخاصة أن المساجد تعمد إلى استقدام شباب بأصوات شجية يقيمون الصلاة بالمصلين،
سلوك لا نجد له مبررا غير أن صلاة التراويح تحولها جمعيات بعض المساجد إلى سوق تجاري يبدأ من الفراشة المتواجدين أمام المساجد مقابل مساهمات لاحتلال الملك العمومي الذي تعتبره الجمعيات من اختصاصها!!!!
أوقفوا هذه السلوكات فهي مهما كانت المبررات فهي تسيئ لنا جميعا
فهل تعتبرون؟