اسرار بريس…سدي علي ماء العينين
رحيل رجل استثنائي:
بَّادْريس يترجل من على صهوة الكتابة، ويرحل رحيله الأخير مودعا روضة كتاباته، و يترك ألما في محيطه وكل من احتك به أو قرأ له،
إنه رحيل ثقافي بامتياز :رحيل إدريس الخوري
إدريس الخوري ولد سنة 1939 بمدينة الدار البيضاء. عمل صحفياً بجريدة المحرر، ثم (بجريدة الاتحاد الاشتراكي) إلى أن تقاعد وانضم أيضاً إلى اتحاد كتاب المغرب في أكتوبر 1968.
لكني أعتقد مع آخرين أن بَّادْريس، (وهذا اسم التحبب الذي يطلقه المقربون وغير المقربين على إدريس الخوري) لم يعرف اللهو واللعب، لا قبل ولا بعد في سنه الصغيرة. ليس عن زهد وتعفف، ولكن لأنه ببساطة لم تتوفر له أسباب اللهو والطرب “بلذات الحياة”،
فنشأ وظل على امتداد عمر طويل يقاوم من أجل الوجود والبقاء فقط، مكافحا من أجل “أن يكون”. هو الذي وعى الدنيا يتيم الأبوين، وعانى من إهمال إخوته الكبار الذين كفلوه، كما ذاق من بغض وكيد زوجاتهم.
حظي قصاصنا الكبير بوسام ملكي، لم يكن الوسام الملكي أول التفاتة سامية يحظى به بَّادْريس ، فقد سبق له أن استفاد من الرعاية الملكية حينما أصيب بكسر في وركه، إثر انزلاقه في الحمام.
كما استفاد إدريس الخوري من منحة شهرية مجزية، مثله في ذلك مثل أعضاء مجموعة “ناس الغيوان”، والفنانة سكينة الصفدي من مجموعة “جيل جيلالة”.
من مؤلفاته:
حزن في الرأس والقلب: قصص، مطبعة الأمنية، الرباط، 1973.
ظـلال: قصص/ تقديم محمد زفزاف، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1977.
البدايات: قصص، دار النشر المغربية، البيضاء، 1980.
الأيام والليالي: قصص، دار النشر المغربية، البيضاء، 1980.
مدينة التراب، دار الكلام، الرباط، 1988.
فضـاءات، دار الكلام، الرباط، 1989.
رحمة الله على فقيد الفكر والأدب ببلادنا وانا لله وانا اليه راجعون.