أسرار بريس….سدي علي ماء العينين ،أكادير ،نونبر 2021.
عندما تنتمي إلى قبيلة متعددة الأطراف ،يصعب عليك ملاقاة كل الأفراد، لكن صدى أعمالهم، وسيرهم، و خدماتهم للقبيل وعامة الناس، تصلك في مجالس القبيلة، وفي واجهات عملك من الغريب، فالناس كل الناس يتباهون بالصالحين ويحبون ذكر مناقبهم إعترافا لهم بما يسدونه من خدمات، حتى أصبح كثير منهم من ذوي الكرامات.
هنا بمدينة اكادير ، و بإحدى المصحات غير بعيد عن حي تيليلا، الأمس الجمعة، وصوت آذان صلاة المغرب يعلو من مسجد الحي، و يصل سجيا عبر منافذ المصحة،
في تلك اللحظات كانت إبنة العم طبيبة الأسنان، الدكتورة العاليةبنت مولاي احمد ولد محمد ولد النوى من أمها فطمة منت الشريف، كانت ترتل الشهادتين عقب صلاة المغرب، وهي تعلن رحيلها الأخير، بعد رحلة طويلة مع المرض،
ومن أمام المصحة كان المشهد بأكثر من عنوان، الزوج والأبناء المتواجدون بالمدينة ونواحيها ينتظرون قدوم إخوتهم من العيون و الرباط و اهاليهم من كل بقاع المغرب لإلقاء نظرة الوداع على الفقيدة الغالية التي أسلمت الروح بخالقها بعد مسيرة حافلة بالخير والخيرات،
وتواصلت الإستقبالات لساعات لكل آل شيخنا الشيخ ماءالعينين رجالا ونساء الذين ما إن علموا بالخبر حتى هبوا تباعا لتقديم التعازي والمواساة في فقدان إبنة يشهد لها الغريب قبل القريب بحسن الخلق، و العلم و الأدب، ، والشهامة و الفراسة، والقلب الكبير إتجاه مرضاها وكل زملائها في العمل، وكل الأسرة صغيرا وكبيرا.
وبعد زوال اليوم السبت، كانت مراسيم الدفن بعد صلاة الظهر بتيليلا حيث نقل الجثمان إلى مقبرة تيليلا بأكادير، حيث إكتضت الطريق المأدية إلى المقبرة بسيارات أحبة قادمين من مختلف ربوع المملكة، جاؤوا ليشاركوا” آل النوى” هذا المصاب الجلل ،و تقديم التعازي لزوج الفقيدة، الأخ :حسن بيد الله وأبنائها، وإخوتها. و آل بيد الله جميعا.
وفي جو من الخشوع والرحمة والمحبة، إلتف الأحبة صغيرهم وكبيره حول قبر الفقيدة وهم يوارونها الثرى، و شفاههم تدعو لها بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، و تدعو لكل الأقارب و الأحبة بالصبر والسلوان، وهم يرتلون قوله تعالي: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ { البقرة: 155-157} ) صدق الله العظيم
نعزي أنفسنا و أهل النوى و اهل بيد الله و كافة اهل شيخنا الشيخ ماءلعينين بالمغرب وخارجه وبالشقيقة موريتانيا،
رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وألهم ذويها الصبروالسلوان وعزاؤنا واحد، احتسابا لله.لا أحزنكم الله.
و جعل الله البركة في ذويها و الهمنا جميعا الصبر و السلوان و انا لله و انا اليه راجعون