بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،أكتوبر ،2021.
مقال كتب تفاعلا مع نداء أسر الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بروسيا و العالقون بالمغرب بسبب قرار إغلاق الأجواء بين المغرب وروسيا.
دراسة المغاربة بالخارج ليس ترفا أو إختيارا ، فالعائلات التي ترسل أبنائها للدراسة بالخارج تتخذ القرار لإعتبارات فيها المالي، وفيها التخصص، وفيها قيمة الشهادة،
الغربة دوما صعبة، و الإبتعاد عن الأسرة والغياب لسنوات ليس بالأمر السهل،
في المغرب يكون الولوج إلى بعض الجامعات بإعتماد معدلات خيالية، وبالإنتقاء، واما في القطاع الخاص فديبلومات المعاهد العليا مكلفة و بأرقام فوق قدرة المواطنين البسطاء و أبناء الطبقة الوسطى،
لذلك تختار الأسر المغربية إرسال الأبناء لمتابعة الدراسة بالخارج، و هو اختيار إضطراري عند البعض و عند البعض الآخر هو قرار رسم مسار،
هنا تكون الوجهة مختلفة، فالدراسة بفرنسا ومعاهدها الغالية التكلفة، أو أمريكا و كندا التي تصل مصاريف الدراسة بها بالملايين، هي وجهة مفضلة للميسورين و أصحاب المال و الجاه والسلطة،
لكن هناك وجهات أخرى كلفتها تكون أقل حتى من الدراسة بجامعة أو معهد بالرباط أو البيضاء، كفينلاندا و روسيا والصين وتركيا….
وهذه الدول وأخرى تستقبل الشباب المغاربة بالآلاف لمتابعة دراستهم في غياب لدعم الدولة بتوفير منح دراسية أو تتبع أو دعم.
بعد جائحة كورونا اغلقت الحدود، بين من بقي هناك وبين من بقي هنا ودراسته هناك، و بإستثناء التدخل الملكي لإجلاء الطلبة من الصين، فلا احد يهتم بوضعية طلبتنا، فالذين اعادهم المغرب من الصين لازالوا هنا بيننا ولا احد من الدولة فكر في فتح حوار مع الصين لعودتهم، لمتابعة دراستهم، كما فعلت الدولة مع أمريكا وكندا وفرنسا!!!!
قبل أيام فتح جرح جديد، وهذه المرة يخص الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بروسيا،
فبشكل مفاجئ وفي عز الدخول الجامعي، تقرر الدولة وقف الطيران بين روسيا و المغرب، هكذا و بدون سابق إشعار، أو بمنح مهلة لتدبير الموضوع،
طلبة مغاربة لديهم تأشيرة إقامة جاؤوا لقضاء عطلهم وكانوا يعدون حقائبهم للعودة، وجدوا أنفسهم بسبب هذا القرار عالقين بالمغرب،
الطلبة واسرهم وجهوا اكثر من نداء لكل الجهات بما فيها أعلى سلطة بالبلاد جلالة الملك محمد السادس ، لكن إلى حدود اليوم لا وجود لأي تحرك رسمي.
في الجهة الأخرى قامت روسيا بتخصيص رحلات خاصة و إستثنائية لرعاياها بالمغرب عبر طائرتين ، و في الوقت نفسه فتحت الرحلتين على الطلبة المغاربة العالقين بالمغرب ،
استبشر الآباء و الطلبة خيرا ،لكن تبين ان الطيران الروسي يتاجر بمعاناتهم في ظل غياب الدولة المغربية ،فالتذكرة ثمنا العادي هو 5000 درهم، حولتها الشركة إلى 30000 درهم،
الشركة الروسية بطرحها لهذه الاثمنة الخيالية ترتكز على جشع مالي يستغل اولا غياب اي مبادرة مغربية لحل المشكل لأبنائها ، و تستغل قرار روسيا عدم السماح بولوج اراضيها عبر رحلات غير مباشرة، بمعنى لا يمكن لمغربي مثلا ان يدخل روسيا عبر فرنسا أو غيرها، و الإعتبار الثالث هو أن الطيران الروسي يعلم أن آخر اجل من عمر تأشيرة الطلبة هو متم شهر أكتوبر، مما يعني ان الطلبة سيضيع عليهم الدخول الجامعي هذه السنة ،وروسيا ليست كالصين مثلا التي تعتمد الدراسة عن بعد ،
معنى هذا، أن المغاربة وهم بالآلاف ستضيع عليهم دراستهم ومنهم من هو في سنة التخرج،
وروسيا تعتبر نفسها غير معنية بالموضوع، فيما الدولة المغربية تلتزم الصمت، و تدير ظهرها لأبناء الطبقة الوسطى، كيف لا وأبناء أصحاب المال والجاه والسلطة الذين يدرسون بالخارج فتحت في وجههم أجواء كندا وفرنسا وماما أمريكا،
إما اننا أمام حكومة لكل المغاربة ،و مسكونة بهم كل المغاربة، أو اننا نشتغل بأولويات لا علم لأولاد الشعب بها،
فهل تعتبرون ؟