،سلايد،رأي

اللهم التزوير وعرفناه، ولا التنوعير لي ما فهمناه!!!؟


اسرار بريس….بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،أكتوبر ،2021.

ألح علي بعض الأصدقاء ان اكتب عن ما حدث في إنتخابات مجلس المستشارين البارحة ،

و قد يبدو للوهلة الأولى ان كل النقاش يتجه نحو البحث عن تفسيرات لحصول حزب العدالة والتنمية على ثلاثة مقاعد مقارنة مع عدد مستشاري الحزب المصوتين ،

كما يستفسر المتتبعون عن الجهة التي رعت توجيه مستشاري حزب معين للتصويت على حزب آخر ،خاصة إذا كان الحزبان أحدهما في الأغلبية والثاني في المعارضة، ولم يصدر عنهما اي بلاغ عن تنسيق مسبق.

في حقيقة الأمر أن هذه الواقعة ليست الأولى في إنتخابات مجلس المستشارين منذ إلغاء الثلث الناجي من النار زمن الحسن الثاني ،

كنت مسؤولا حزبيا و عاينت كيف كان عدد مستشاري الحزب يتجاوز 400 مستشار بالجهة و أثناء التصويت يتقلص العدد لصالح جهة أخرى ،

وتتعدد المبررات بين رفض لمرشح فرضه الحزب على الناخبين، أو تصويت لعلاقات إنسانية أو قبلية…

لكن ما يجمع عليه كل المتتبعين للعملية السياسية ببلادنا ان اكبر سوق للنخاسة السياسية هو إنتخابات مجلس المستشارين حيث يباع و يشترى الناخبون الكبار في سوق له ضوابطه وسماسرته و ارصدته.

لكن ما حدث بالأمس مريب، و مصطنع و مسيئ للعملية السياسية أكثر من شراء الاصوات،

نحن إما أمام إرادة خارج المتنافسين تريد لحزب معين تمثيلية بمؤسسة منتخبة وبشكل قسري و قصري، وهذا أمر سيكون القبول به ضربا من العبث الذي يفقد العملية السياسية قيمتها و معناها،

وإما اننا أمام إرادة بين المتنافسين ، ارتدوها لأنفسهم، وهي التوافق على قاعدة إعتبارات غير سياسية ولا تنافسية ولا حزبية،

هذا التوجه يعيدنا إلى ترتيب مجريات العملية السياسية لفهم ضوابطها ، بين إختيارات المواطنين عبر التصويت ،و بين ترجمة تلك الأصوات إلى تحالفات سياسية بين الأحزاب تكون إنعكاسا لذلك التصويت ،

لكن ما تابعناه في هذه الإستحقاقات يقلب كل المفاهيم، فهاهو السيد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة التي قال في أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار ما لم يقله مالك في الخمر، و قال عنه عبارته المشهورة :” ما عرفت واش بغاني نخدم معاه او نخدم عندو”!!! ؟

فجأة يظهر الرجلان وهما يرفعان الأيادي و يهللون لتحالف خارج السياق السياسي، أو لنقل تجاوزا خارج سياق تصريحات وهبي النارية.

و هاهو الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي يذكر بالتنسيق والتحالف الذي جمع حزبه بمتصدر الإنتخابات، حتى وصف المتتبعون هذا التحالف بعنوان رواية إحسان عبد القدوس :لن اعيش في جلباب أبي،

و ضد كل التوقعات ورغم إحتلال الحزب للمرتبة الرابعة وقبول مجلسه الوطني المشاركة حسب العرض المقدم، وجد نفسه في المعارضة، لمعارضة حليفه إلى جانب من عارضه؟!!!!

نحن أمام مشهد تشوبه ضبابية في التوجه وميكانيزمات التكون و التجسد ،

هل هذا يخدم العمل الحزبي؟

هل هذا يخدم العملية الإنتخابية؟

هل هذا يخدم المؤسسات المنتخبة؟

لندعها أسئلة معلقة، ونعود إلى موضوع إنتخابات مجلس المستشارين ،

في تقديري أن إنتخابات الناخبين الكبار يجب أن تلغى و تكون التمثيلية حسب ترتيب عدد المستشارين لكل حزب ، وأن تكون الإنتخابات داخل المقرات الحزبية للمعنيين بتلك المقاعد وفق ضوابط حزبية يكون فيها إجباريا الترشيح و التصويت ،

مثل هذه الخطوة ستعطي قيمة للمقرات الحزبية و للحياة التنظيمية ،و معنا للعملية السياسية كلها.

غير ذلك فإن ما حدث بالأمس بخصوص مقاعد لم يستعمل فيها المال، يفتح باب التأويل على مصراعيه ،ويجر إلى نقاش سخيف و ووسخ، خاصة وسط الحزب المستفيد،

في كرة القدم، يكون اللعب كله على تسجيل الأهداف، والكل يلعب لتسجيل الأهداف، لكن القانون وضع قاعدة التسلل حتى لا يكون الهدف مغشوشا أو يضرب عرض الحائط بشروط المنافسة الشريفة ،

بالأمس سجلت أهداف غير مشروعة في مرمى ثقة المغاربة، و هذا لا يجعل اصحابها فقط في حالة تسلل،

بل العملية كلها متسللة بتواطئ مع الفريق المنافس و الحكم وحتى غرفة الفار،

لذلك اليوم يعلو صفير الجمهور و تعلو إحتجاجاته.

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى