وفاة الفائز الفرنسي الوحيد بدوري أبطال أوروبا
توفي رجل الأعمال والسياسي الفرنسي برنار تابي الرئيس الأسبق لنادي أولمبيك مرسيليا عن 78 عامًا بعد صراع طويل مع سرطان المعدة.
وخرج النادي الفرنسي الوحيد المتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا تحت قيادة تابي ليعلن عن وفاته في بيان قال فيه: “علم أولمبيك مرسيليا ببالغ الحزن والأسى بوفاة برنار تابي، الذي سيترك فراغًا كبيرًا في قلوب أهل مدينة مرسيليا، والذي سيبقى دومًا جزءًا من أسطورة النادي”.
وسبق لتابي، الذي يملك حصة في شركة أديداس الشهيرة للملابس والأدوات الرياضية، أن تولى منصبًا وزاريًا في تسعينات القرن الماضي وكان رئيسًا لمرسيليا عندما فاز بدوري الأبطال بعد أن هزم ميلان الإيطالي بنتيجة 1-0 في المباراة النهائية عام 1993.
لكن حقبة تابي كتب عليها نهاية مأساوية، حين دوت قضية فساد ضخمة، فكشفت عن واحدة من أكبر فضائح التلاعب التي عصفت بالكرة الفرنسية والأوروبية، وحكم على تابي بعدها بالسجن.
قصة الفوز الملوث
وقبل نهاية الشوط الأول من مباراة مرسيليا وميلان في النهائي الذي أقيم على ملعب استاد ميونخ الأولمبي السابق عام 1993، ارتفع المدافع الفرنسي السابق باسيل بولي فوق ترسانة من أعظم مدافعي الكرة الإيطالية، ليسجل هدفًا رأسيًا، لم تعد سجلات الأندية الفرنسية بسببه خالية من لقب دوري الأبطال.
وعاد تابي مع لاعبيه الكبار أمثال مارسيل دوسايي، ورودي فولر، وعبيدي بيليه ودانيال ميكو، وبوسكيتش، وبارتيز، والمدرب الحالي لمنتخب فرنسا ديديه ديشامب كأبطال فوق العادة لكرة القدم الفرنسية، وبدا رجل الأعمال الشاب حينها أشبه بالإمبراطور في المدينة الساحلية التي كانت تنافس فريق العاصمة باريس سان جيرمان على صدارة الفرق المحلية، قبل أن تصبح مرسيليا مدينة الصيادين الملونة بالأبيض والأزرق أشهر مدن أوروبا الكروية حينها.
وهيمن تابي مع مرسيليا على المشهد الكروي الفرنسي لمدة أربع سنوات، وصل معه إلى نهائي دوري الأبطال مرتين، خسر الأولى خلالها أمام فريق رد ستار بلغراد اليوغسلافي حينها في موسم 1991.
الفضيحة المدوية
لكن سرعان ما بدأت تتكشف فصول فضيحة مدوية، عندما كشف لاعب فريق قالنسيان الفرنسي جاك غلسمان عن محاولة لاعبين آخرين إقناعه برشوة من تابي، وذلك قبل أسبوع من مباراة مرسيليا مع ميلان، لقاء ألا يبذل مع زملائه أي جهد خلال لقاء فريق تابي، ليتمكن مرسيليا من مواجهة ميلان بطل تسعينيات القرن الماضي من دون أي استنزاف لطاقة لاعبيه قبلها.
وبعد أيام من تتويج مرسيليا بطلًا لأوروبا، كان القضاء الفرنسي يستجوب لاعبي فريق فالنسيان ليكتشف دور تابي في رشوة لاعبيه، وتدوي المفاجأة في الشارع الفرنسي التي أدت لتجريد الفريق من لقبه المحلي، وهبوطه الدرجة الثانية، وعثرت الشرطة حينها على مبلغ ضخم من المال في حديقة إحدى أقرباء لاعب في فالنسيان قبل بالرشوة.
وبدأ مرسيليا بعدها بخسارة نجومه الذين أثروا الانتقال إلى أندية أخرى، فيما وقف تابي مع اللاعبين المدانين أمام المحكمة عام 1995 ليلعن القضاء عن حكم اقتضى بسجنه لعام مع وقف التنفيذ، ثم سرعان ما انهارت امبراطورية رجل الأعمال ليتلاشى في الساحتين السياسية والرياضية.