اسرار بريس….
لم يتوقع إبراهيم الرزمة أحد أشهر الغطاسين بميناء الداخلة، أن غطسه من أجل تنظيف وصيانة مروحية أحد مراكب الصيد صباح يوم أمس الإثنين 23 غشت 2021، ستكون هي الآخيرة في مشواره المهني والحياتي ، حيث فارق الغطاس الحياة متأثرا بإصابات ناجمة عن تشغيل مروحية مركب مجاور بشكل مباغث، تسببت له في إصابات متفاوثة الخطورة في مواقع متفرقة من جسده.
وتناقل شهود عيان الخبر بصدمة كبيرة، حيث لم تتمكن صرخات إبراهيم الرزمة، من جدب إنتباه طاقم المركب، الذي شغل مروحيته دون إنتباه للغطاس، الذي يقوم بعملية صيانة في أسفل مركب الإدريسي، الأمر الذي تسبب في الكثير من الإصابات للغطاس الضحية، والذي حاول الإفلاث من قوة جدب المروحة المجاورة، والتشبت بإحدى الحبال هروبا من قوة الدفع. قبل أن يتدخل بعض البحارة لإنتشال الضحية بعدما نال منه الجهد والثعب، مثخنا بالجراح، فيما كانت أنفاسه تتصاعد بشكل رهيب.
وبمجرد علمها بالحادث هرعت مختلف السلطات المينائية إلى موقع النازلة، حيث تم نقل الضحية في إتجاه مستشفى الحسن الثاني متأثرا بإصاباته المتفاوثة، التي لم تمهله كثيرا، ليفارق الحياة في طريقه للمستشفى، تاركا وراءه حزنا عميقا في أوساط الميناء ، فلا أحد كان يتوقع ان تكون نهاية غطاس، خبر الأعماق منذ تسعينيات القرن الماضي بذلك الشكل المآساوي. حيث أفلح الراحل في إنقاذ الكثير من البحارة ، كما إستطاع التعرف على أسرار الأعماق بالسواحل المحلية، دون إغفال خدماته السخية، التي ظل يقدمها للربابنة والمجهزين في حالة مواجهة صعوبات تقنية تحتاج للمعالجة تحت الماء.
ــ عن الصحراء جورنال