اسرار بريس….نداء بقلم سدي علي ماءالعينين ،مناضل إتحادي، أكادير، غشت،2021.
يمكن لكل إتحادي غيور على حزبه ووطنه ومدينته وجهته ان يلاحظ حجم الدينامية والحركية التي يعرفها المقر التاريخي للحزب بمدينة اكادير ،عمل يتأسس على قاعدة خوض الإستحقاقات المقبلة بنفس واحد، ورؤية تستشرف المستقبل، تتجاوز النواقص التنظيمية المتراكمة عبر حقب وسنوات، لتفسح المجال لمعانقة امل العودة واستعادة المبادرة.
هو هكذا حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، يحاول دوما عبر محطات مساره الحافل بالأحداث ان يرسم لنفسه فسحة وبصيص امل لتدبير كل مرحلة بإكراهاتها و مطباتها.
إرضاء الناس غاية لا تدرك، هي قاعدة يمكن اسقاطها على الإتحاديات والإتحاديين بشكل آلي،
فنظرة فئة منهم إلى الحزب تبقى مرتبطة بالأشخاص الذين يدبرون المرحلة محليا أو وطنيا ، وآخرون يربطون حضورهم و تفاعلهم وحماسهم بشرط تواجد من يقاسمونهم توجههم أو منسجمون مع رؤيتهم للحزب وحياته الداخلية،
وآخرون يرفعون شعار : نكون أو لا يكون عملنا بالحزب.
هو تباين افكار وممارسة كرس عبر حقب الحزب “التدبير المرحلي” ، حتى أصبحنا نربط الحزب وتجاربه بأشخاص وعملهم ومنجزاتهم.
لكن هناك قناعة وجب ترسيخها في عقول كل هذه الفئات، ويمكن ان تكون مفتاحا لبناء وحدة الصف في محطة انتخابية يكون فيها التعبير عن الإنتماء بالتعبئة و التصويت لصالح الحزب دون الخوض في المواقف إتجاه من يدبر اليوم المرحلة، هذه القناعة ترتكز على العناصر التالية :
– كل من له موقف من القيادة الحزبية وطنيا أو إقليميا أو جهويا ، ويبرر بها عزوفه عن العمل الحزبي و التعبئة وقد تصل إلى عدم التصويت، كل من له هذا الموقف عليه أن يعي ان كل الأجهزة لم يبقى من عمرها سوى سنة أو أقل، وسينعقد المؤتمر الوطني وقبله أو بعده كل المؤتمرات الإقليمية والجهوية، و سترحل وجوه كثيرة عن كرسي المسؤولية ،لكن نتائج استحقاق ثامن شتنبر ستبقى تمثل وجه الحزب في الخمس سنوات القادمة، وسيكون الراغبون في العودة إلى الحزب أمام إرث سيكون عليهم تحمل نتائجه لخمس سنوات القادمة.
– جماعة أكادير التي ننعثها بإستحقاق في ادبياتنا الحزبية بالقلعة الإتحادية، فقدناها تدريجيا بصراعاتنا وترشيحاتنا ضد بعضنا البعض منذ 1992 إلى آخر استحقاق دفنا فيه جميعا تجربة رائدة في المغرب بإعتراف الخصوم قبل الأصدقاء، واليوم هناك توجه يرسم خطواته وحتى إذا لم نكن في وضعية تسمح بمواجهته، فمن واجب الساكنة علينا، كما عهدونا دوما ان يكون لنا حضور وازن لنترك بصمتنا و نعلن رجوعنا بقوة، وهذا التوجه ستكون نتائجه ملازمة للمدينة وللإتحاديين خلال الخمس سنوات القادمة.
تبعا لهاتين القاعدتين ، فالمطلوب اليوم من كل الإتحاديين و الإتحاديات أن يلتفوا حول وردتهم التي طالما سقتهم بعطرها، وحزبهم الذي طالما احتضنهم ومنحهم فرص التمثيل في المؤسسات واعطاهم الثقة في تشريفه في كل الإستحقاقات.
ندخل هذه الإنتخابات غير متصارعين في لوائح مستقلة ،ورموزنا لا تتصارع على الترشيح، و مناضلونا واعوون ان المقاعد لا تتسع للجميع والأمر في الإختيار يبقى مرهونا بإكراهات الوضعية الحزبية و تقلباتها.
فما هو المطلوب اليوم من قادة الإتحاد التاريخيين بالمدينة ؟
إن نداء بسيطا لدعوة المواطنين للتصويت أصبح غاية تغني عن العمل الميداني الذي لم تعد وجوه قادرة عليه بحكم سنها و بحكم تحولات الأجيال و تطور المدينة. نداء تطوعي في ثواني قد يكون حافزا كبيرا معنويا لكل القوى التي بنت المدينة وتنميتها إلى جانب هذه القيادات، ولا أظن مناضلا قياديا اصيلا سيبخل على حزبه بهذه الخطوة الرمزية.
وما هو المطلوب من القواعد الحزبية في هذه المحطة ؟
كل واحد منا ينتمي إلى أسرة وينحدر من عائلة و يشتغل في قطاع وواجهة جمعوية أو نقابية، وكل واحد اليوم سواء وجد نفسه في اللائحة أو لم يجد، مدعو للتعبئة للتصويت لصالح الحزب ،للوردة قبل الأشخاص، والضمانة الواحدة لكل هؤلاء اننا لا نقدم لهم مفسدين، ولم نزكي متطفلين على المدينة، لكننا حاولنا رغم كل الإكراهات ان نعد توليفة لوائح فيها الإستجابة لتطلعات المدينة وفيها نفس حزبي يشكل عصبتها و عمود تشكيلها،
فهل يمكن اليوم ان نقنع أنفسنا ان الإنكماش والعزوف سيكون فيه خير لمدينتنا، وقد عاينتم جميعا خلال الولاية السابقة حجم معاناة الساكنة من التدبير، و أصوات المواطنين التي تعالت اسفا على إنهاء تجربة اتحادية رائدة،
المدينة لا زالت تحتاج إلى صوت الإتحاد، والإتحاد يحتاج إلى أصوات مناضليه، فلا تبخلوا على حزبكم بالدعم و التعبئة و المساندة،
فهل تعتبرون؟