رأيسلايد

سلام عليك يا تونس : بارشا بارشا. لتقريب الفهم : المسافات بين الثورة ،والديموقراطية،و الإنقلاب

اسرار بريس…. بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يوليوز 2021 ،

 إذا كانت الديموقراطية هي حكم الأغلبية تمارس بها الحكم وفق قوانين كل بلد، بين محتكم إلى الصناديق، وآخر محتكم إلى قوانين الوراثة والعرف…

فإن الثورة إرتبطت بالشعب واعتبرت سلوكا مدنيا، ينقلب فيه الشعب على قراراته التي إعتبرها في مرحلة انها صائبة، ليتبين له سوء تقديره، وبدل ان يحترم المواعيد الإنتخابية المقررة في الديموقراطية على رأس كل خمس سنوات، يقوم بالخروج إلى الشوارع ويضغط من أجل تغيير ما صوت من أجله.

الإنقلاب ارتبط بالعسكر، ومعناه ان الجيش ينقلب على ديمقراطية المدنيين، ليفرض حكمه العسكري، وهو الذي لا يتم في واضحة النهار، ولكن في الليل، ويتم فيه حل كل المؤسسات واسقاط الرئيس.

ولأن الممارسة شيئ، و المفاهيم شيئ آخر ،فإن الديموقراطية قد تكون ولكن بالتزوير، و الثورة قد يحققها شعب باكمله، ويستفيد منها حزب بعينه، و الإنقلاب قد يقوده جيش، لكن ليس ليحكم بل ليتحكم في مدني يضعه على مقاسه.

ثورة الياسمين بتونس لم يقدها حزب بعينه، ولا كان وراءها مخطط داخلي منشق من الرئيس المخلوع،

ثورة تونس كانت هي الأولى، ورئيس البلاد لم يحاكم بل هرب، ولم تشهد تونس محاكمة محيطه بل اختزلت الثورة في هربه،

الجيش والامن خلق مسافة ظاهريا مع كل ما يجري، و شكلت حكومات وحلت وزارات، و تقلبت اغلبيات، و تباينت المنطلقات الغايات….

الإسلاميون ،كما حال باقي دول الثورات حاولوا الحكم بمنطق ثقافتهم وإديولوجيتهم ومرجعيتهم، واوصلهم الشعب إلى الحكم عبر صناديق الإقتراع ،كما كان الحال زمن بنعلي، بتزوير أو غير تزوير،

وعندما صوت الشعب على دستور البلاد الجديد ،صوت على فصل يعطي صلاحيات لرئيس الجمهورية، وهو فصل وافقت عليه كل الأحزاب،

اليوم الرئيس يمارس إختصاصاته، بقناعة أو مدفوعا من جهات خارجية، كل تلك تبقى تأويلات، ولأن المعنيين بالقرارات هم فصيل الإسلاميين، فطبيعي ان نتحدث عن إنقلاب على الشرعية، وتشبيه ما يقع بما وقع في مصر…

لكن ما لا يدركه هذا الطرف أو ذاك هو أننا أمام قرارات عمرها شهر وتنتهي، و يعود الشعب للصناديق لتصحيح اختياراته أو تكريسها ،

فأين هو الإنقلاب؟ و أين هي المآمرة؟

هناك شعب ودولة وقوانين، الشعب إشتكى، والدولة تحركت، والقوانين طبقت،

والباقي علينا بكل حياد ان ننتظره متتبعين و مراقبين،

فهل تعتبرون؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى