رأيسلايد،

مقالات خلافية (01): يا الجزائري، للمغرب أجي زاير؟!!

اسرار بريس….

بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يوليوز ،2021

هناك حقيقة راسخة وهي ان الشعبين المغربي و الجزائري يمارسان نفاقا بينهما لا حدود له،

فالجزائر في ذاكرتها هزيمة حرب الرمال، والمغرب في ذاكرته تهجير المغاربة قصرا صبيحة يوم العيد إلى الحدود،

موضوع القبايل والصحراء الشرقية هي ملفات يعري تفاصيلها التاريخ ،ومع الأسف الجزائر نظاما وشعبا لا قدرة لهم على قراءة تاريخ منطقة لم تكن يوما دولة ،ولا حق لهم في نكران تاريخ ربطهم بالعثمانيين يوم صمد المغرب ولم يدخله الأتراك

.

المنتظم الدولي أدرك بعد مرور نصف قرن ان الموقف الجزائري والجنوب إفريقي- الذي تبلور عشية الترشيح المشترك لتنظيم كأس العالم- ، أدرك المنظم الدولي ان حماس الجزائر لملف الصحراء لم يعد يستند على أساس بعد أن دفع المغرب كل الدول للإحتكام للأمم المتحدة، فيما الجزائر وحدها ومعها بعض ازلامها في إفريقيا تتبنى عكس ذلك،

الصحراء موضوعها منتهي، ليس بإعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بها، ولكن لأنها قضية هامشية في الحسابات الدولية،

والجزائر نفسها لم يسعفها موقعها الجغرافي لتلعب اي دور غير عرقلة المغرب المتوفر على حدود مع أوروبا، و علاقات دينية مع مجمل دول إفريقيا،

بنفس الرؤيا، ينجح المغرب في ضبط موازين القوى مع إسبانيا، ويلعب دورا طلائعيا في الإتحاد المغاربي ،سواء في ملف ليبيا، أو دعم تونس في أزمة كورونا، أو ضبط ساعة المغرب على تحولات موريتانيا،

لكن الجزائر تائهة ،وتعيش مخاضا لا أحد يتنبأ بمخرجاته، واصبحت خطتها عارية، بإعتماد تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج كما كان الحال في زمن الحرب الباردة.

في عام واحد، أبان المغرب على أن شرط إتفاقية الصيد البحري ان تخصص بعض عوائدها لتنمية الصحراء، تحصيل حاصل، لأن المغرب يستثمر اليوم في هذه المناطق أضعاف مضاعفة مما يخصصه إتفاق الصيد البحري مع اوروبا،وهذا معناه أن أوروبا مدعوة لمراجعة حجم الإعتمادات في إطار نفس الإتفاق خدمة لساكنة الصحراء.

على كل المستويات المغرب يخرج رابحا ،وعلى الجزائر ان تركب قطار المصالح الإقتصادية وأن تنزل من عربة الخلفيات الإديولوجية التي أكل عليها الدهر وشرب.

آخر ما تتداوله وكالات الأنباء، أن الشباب الجزائري حجز رحلته لقضاء عطلته بالمغرب وتونس قبل انتشار كورونا بدل السفر الى بلده، و هذا القرار يستند على التسهيلات في التذاكر و تقدم عملية اللقاح، والخدمات السياحية ،وفي مقابل الوضع الأمني في الجزائر، وفي قيمة العملة، وفي حجم الخدمات المقدمة.

نحن أمام موجة شبابية جزائرية واعية ومستعدة لكسر الحدود الوهمية، ومعانقة المشترك والافق. سواء في الحراك الشعبي أو في انفلاتها من قبضة العسكر وانفتاحها على المحيط المغاربي. 

لذلك قلت في عنوان المقال : قد يكون معنى الجزائر المرتبط بالجزر ( سميت الجزائر بهذا الإسم نسبة إلى الجزر المحيطة بها)، هو اليوم يعني زيارة المغرب.

قلوبنا و ارواحنا وبلادنا مفتوحة في وجه جيل جديد من الجزائريين لنبني الإتحاد المغاربي.

فهل تعتبرون ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى