رأيسلايد

تارودانت والبحث عن حقيقة مفهوم التغيير

 

أسرار بريس…السيد محمد حاتمي البونوني 

في صباح هدا اليوم الاحد 18 بوليوز 2021 وخلال قرائتي الاعتيادية لبعض المقالات الصحفية المنشورة وجدت كاتب مقال يستدل بمقولة للفيلسوف والامبراطور الروماني مارك اوريل(Marc Auréle )

#اتمنى ان امنح القوة لتحمل ما لا يمكن تغييره..والشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره ..والحكمة للتفريق بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره#

فشد انتباهي هاذا الامر وقلت في مخيلتي انت العبد الضعيف محمد بن احمد  البونوني روداني قح  حر ابي تعشق تارودانت حد الجنون كجميع ابناء تارودانت ..ما محلكم من هذه القولة؟

هل لكم القوة لتحمل ما لا يمكن تغييره

هل لكم الشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره

هل لكم الحكمة للتفريق بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره

قلت في نفسي فلنبدأ بالاخير 

1-

هل لنا الحكمة يا ابناء وشباب تارودانت في التفريق بين ما لا يمكن تغييره وما يمكن تغييره:

لا يمكننا تغيير التاريخ ولا الجغرافيا فماضينا بنجاحاته واخفاقاته مكتوب وموثوق..وجغرافيتنا محددة وليس لنا القدرة على تغييرها 

لكن ولحسن حظنا نستطيع تغيير الانسان تغيير العقلية تغيير التفكير..فان لم نستطع فلنغير الاشخاص وهذا اضعف الايمان و اخف الضرر.

2-

الشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره: 

ما يجب في اعتقادي هو تغيير السلوكات والعقليات المتحجرة عقلية الاقصاء عقلية من ليس معي فهو ضدي عقلية التقاطبية الاحادية (polarité) انا ابن هدا وانت ابن من ..انا اتميز باعتقادي الديني وانت خارج عن ملتي ..انها في كلتا الحالتين عقلية الشيخ والمريد عقلية اليسار المتحجر المتجاوز وعقلية المتأسلم المقصي للغير.

فهدا المحيط المتشبع بهدا الفكر يحجر العقل (l’esprit sclérosé ) ويشجع على الخمول والترصيص في خانة الانتقاد والنگير والعدمية .

ان السياسة تغيرت احوالها وتغير ممارسوها بتطور وسائل التكنولوجيا و التواصل ..فوجب تثمين الرصيد السياسي المكتسب من ممارستها وتطوير الاداء من اجل النهوض بقيم ممارستها وارساء تقافة النتيجة (la culture du résultat)

فممارستها في مداران..

مدار يسلكه من ينتقد وينگر طوال الوقت ..وهذا امره مريح كما قال احدهم من لا يمارس يستريح وهامشه الوحيد هو قبوعه في دائرته المطلقة وهي كلشي ماشي هو هداك وانا الذي امتلك الحقيقة انا الجيد وتاريخي هو الجيد وما اؤمن به هو الحقيقة وكل ما دون ذلك بؤس وهذيان 

مدار ثاني شاق ومتعب وهو ان تضحي تشتغل تجتهد وتنتج وترد ولو القليل من الجميل لهده المدينة التي ترعرعنا وتربينا ودرسنا فيها فمنحتنا الطابع (le cachet) الذي يميزنا ونعيش به اليوم في محيطنا .

3-

الحكمة بين التفريق بين ما يمكن وما لا يمكن تغييره:

في اعتقادي انه يجب علينا جميعا رودانيات ورودانيين ان نعي ونرسخ في مفهومنا ان الارتقاء بالمدينة لن يمر الا بقبول الاخر بفكره باقتناعاته بايديولوجيته بقوته بضعفه بمحاسنه ومساوئه والبحث عن توافق ايجابي يجمع الطاقات ويثمنها للبلوغ الى النتيجة الاسمى : الارتقاء بتارودانت.

فهذا الارتقاء لن يكون الا بالانصات بقبول الاخر باحترام الاخر بالعمل يدا في يد و بالتدرج المبني على البناء المستقبلي  (la construction progressive) فندخل جميعا يدا في يد الى دائرة التحدي ونصنع الاشياء لتكوين رصيد جديد يشكل الاساس القوي والصلب لبناء مدينة جديدة بمشاريع جديدة : مشاريع انسان، مشاريع قناعات، مشاريع اقتصاد ، مشاريع اجيال.

تلك قناعتي واعتقادي ، يحتملان الصواب ويحتملان الخطأ ..فانا لا اناقش الحقائق فهي نفسها تحتمل النسبية ..لكنني سعيد بالعمل والاجتهاد والاخذ بالاسباب مع فريق يعمل ويشتغل..فريق مؤمن بالتغيير مؤمن بالاختلاف لكن مقتنع بالانفتاح على جميع مكونات مدينتنا لاننا لا ندعي امتلاك الحقيقة المطلقة..

الحقيقة المطلقة التي نؤمن بها هي الايمان بالخالق عز وجل الذي يدري صالح هذه  المدينة ويضمن الخير والصلاح لاهلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى