أسرار بريس..الحسين بكار السباعي أكادير
عرفت مخيمات تندوف في الفترة الاخيرة توالي المظاهرات والاحتجاجات ، فالعديد من النشطاء داخل المخيمات كسروا جدار الصمت ، وتحول الوضع مؤخرا إلى حركات احتجاجية أصبحت تستهدف قيادة البوليساريو ودون انقطاع .
المحتجزون قهرا وضلما كشفوا المستور عن ما ترتكبه قيادة البوليساريو من جرائم في حق الانسانية ، اغتصاب للنساء وتنكيل بالشيوخ و متاجرة في المساعدات و الاطفال بل و تجنيدهم قهرا .
لقد سجل مرصد الصحراء لحقوق الإنسان تواتر حالات القتل التي تستهدف سكان المخيمات رغم أنهم لا يشكلون أي خطر على الأمن والنظام العام.
محتجزون طالبوا بالانعتاق من عبودية قيادة مهترأة لم تجني الا الانهزامات المتوالية ، شباب تغيير علت اصواتهم لفضح النهب والسرقة التي تتعرض لها المساعدات الانسانية ليعاد بيعها بالرابوني و باسواق تندوف للجزائريين .
البوليساريو تحكم المخيمات منذ أكثر من جيل، وتنفذ سياسات وتتخذ قرارات تؤثر على حقوق الإنسان الخاصة بسكان المخيم يوما بعد يوم. ولهذا السبب تتحمل الجزائر مسؤوليتها الشاملة عن الوضع المتأجج بمخيمات تندوف و يجب تحميل البوليساريو مسؤولية المأسات التي يتعرض لها الصحراويون في أكبر سجن على الكرة الأرضية أختير له عنوان المخيمات .
البوليساريو فاقدة للمصداقية والمشروعية التارخية ، انها مجرد لعبة في يد الجزائر فسرعان ما افتضح المستور، عندما سمحت لرئيسها المزعوم ،ابراهيم غالي بإنتحال إسم بن بطوش بجواز سفر مزور وتمكينه من دخوله التراب الاسباني. تكتم الجزائر عن الوضع الصحي لابراهيم غالي و بقاؤه الغامض باحد مستشفياتها دون معرفة حالته الصحية ومدى استقرارها او تحسنها خلق فراغا بل وغموض موقف القيادة العسكرية الجزائرية التي اصبحت تتولى كل شيئ وبشكل مباشر داخل المخيمات وخارحها بتندوف والرابوني ، الانر الذي دفع بالمدوا أحمودة حمدة الزين عضو مايسمى “بالمجلس الوطني الصحراوي ” أن يطلب من أعضاء هذا المجلس عقد دورة طارئة واستثنائية من أجل الاستفسار حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الوهمية والغموض الذي يلفها منذ البداية بدعوى انهم لن يعلموا بمرضه ألا من مجلة جون أفريك التي يمولها المخزن المغربي ، حسب إدعائهم ،
وعن من سيدير صلاحيات ( الرئيس)، مما أضطر مكتب الأمانة الوطنية أن يخولها ” الوزير الأول “، مع العلم أنه لا يوجد أي نص قانوني ولا دستوري للجمهورية الوهمية يخول ذلك حسب اداء المدعوا أحمودة حمدة الزين .
نعود لنسترجع مع المتلقي الكريم حدت تاريخي هام ، ندرك منه كيف إستولت الجبهة الوهمية على التراث النضالي لأحد رجال جيش التحرير الوطني ومؤطر إنتفاضة الزملة ( الهضبة بالحسانية) سنة 1970/06/17 الشهيد المجهول المصير، محمد بصيري ابن قرية بني عياط بإقليم ازلال ، لتدعي أنه ابن مدينة طنطان ، الامر الذي دفع بعائلة الشهيد محمد بصيري الى إتهام قيادة البوليساريو ومعها الجزائر ، باختطاف وتصفية ابنها ، عندما تم التفاوض على تبادل اسرى من الجنود الإسبان بآخرين صحراوين فلم يكن من ضمنهم محمد بصيري .
البوليساريو كانت تعلم أن العديد من رفاق الامس والذين حملوا راية المقاومة ضد الاحتلال الاسباني وبتأطير من قادة جيش التحرير الوطني الذي كان يتخد من جبال ايت بعمران قاعدة لتداريبه ، اقول كنوا يخالفونهم التوجه الانفصالي الدي لن يسايروه ،فكان مصيرهم كمصير الشعيد محمد البصير ، الاختطاف والتصفية الجسدية .
مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها بالامس و ترتكبها اليوم البوليساريو، تفرض على المجتمع الدولي أن يحمل الحكومة الجزائرية المسؤولية عن كل انتهاكات في حق أبرياء بعضهم غرربه وأكثرهم ثم اختطافه .
محتجزونا الصحراويون ، متشبتون بحقهم في العودة لارض الوطن ، والالتفاف حول مبادرة الحكم الذاتي وجعلها نمودجا ديمقراطيا لتقرير مصير سياسي وحل نزاع دام لاكثر من 46 سنة .
حراك شباب التغيير ودعاة السلام وفيرهم ممن ستظهرهم الايام القريبة والثائرين على من باعوهم الوهم وضيعوا املهم في العيش الكريم ، سواء من داخل المخيمات ومن خارجها او بالبلدان التي استقطبت عددا من الصحراويين المغاربة الذين غرربهم داخل جامعاتها بل وثم اغراؤهم بالمال والوظائف ، وفي أوج مراحل الصراع المغربي الجزائري الذي جعلت منه هذه الاخيرة صراع بين المغرب وابناءه ، والدفع بهم من اجل تبني الطرح الانفصالي ، لعبة فاضحة لم تكن خفية ابدا على الجميع سرعان ما اكتشفت خيوطها لابناء الصحراء المغربية داخل بلاد المهجر ليعود منهم الكثيرون ، يتساوى في ذلك القيادي و رجل الاعمال والمستخدم و خريج الجامعة .
عاد منهم الكثيرون ولازال باب العودة مفتوح فالوطن غفور رحيم .
ذ/الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان