رأيسلايد

قراءة في زيارة حماس للمغرب، بلا حماس

اسرار بريس  …  بقلم سدي علي ماءالعينين ،أكادير ،يونيو 2021 

مرت زيارة حركة حماس للمغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية، ولم يكن ممكنا التعليق على الزيارة بخلفية الموقف من الجهة المستقبلة، 

وبعد نهاية الزيارة و متابعتي لزيارة وفد حركة حماس لموريتانيا قلت لا بأس أن أنور الرأي العام بما توفر لذي من معطيات ومقاربتي للموضوع. 

يجب بداية ان نعود إلى التاريخ حين استقبل الزعيم الروحي لفرع الإخوان المسلمين بالمغرب المرحوم الخطيب لزعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، وكان ذلك في عز التباعد الإديولوجي بين المغرب وجنوب إفريقيا

نفس السلوك تسلكه الأحزاب الوطنية في الحكم او المعارضة لدعم قضايا وطننا العادلة،ولنا فيما قام ويقوم به حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في علاقته مع الأحزاب الإشتراكية خاصة في القارة الأوروبية، أو أمريكا اللاتينية، وما سحب 23 دولة لإعترافها بالبوليزاريو دفعة واحدة بعد زيارة المرحوم عبد الرحمن اليوسفي لدول أمريكا اللاتينية إلا خير دليل على ما أقول، زد على ذلك الدور الأخير لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بتأثيره على برلمانيين في برلمان الإتحاد الأوروبي أسفرت عن تخفيف بيانه إزاء الأزمة المغربية /الأسبانية ،

دون أن نقفز على إستقبال الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية لصديقة الرئيس الأمريكي بايدن،. 

ولو أردنا العودة إلى التاريخ لفصلنا في زيارة تشيكيفارا للمغرب بدعوة من عبد الله إبراهيم زمن حكومته، 

لكن زيارة زعيم حركة حماس للمغرب وبوفد عالي المستوى، لا يمكن أن يفهم من الزاوية الضيقة بأن حزب العدالة والتنمية يوظف الزيارة لإنقاذ شعبيته بعد توقيع امينه العام للإتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل و الولاية المتحدة الأمريكية. 

وجب لفهم سياق الزيارة الوقوف عند تحولين هامين حدثا بمنطقة الشرق الأوسط، أولها سقوط حكومة نتنياهو، وثانيا صعود الرئيس الجديد بدولة إيران المحتضنة لحركة حماس، وعلاقة إيران غير الطبيعية مع المغرب. 

لنحاول في الفقرات اللاحقة عرض مواقف الفرقاء من هذه التحولات قبل العودة إلى حيثيات الزيارة. 

بخصوص سقوط حكومة نتنياهو فمن الجانب الفلسطيني، قال المتحدث باسم الرئيس

 محمود عباس: “هذا شأن إسرائيلي داخلي. موقفنا كان دائما واضحا .. ما نريده هو دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس”.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد شتية إنه في حين أن الإطاحة بنتنياهو كانت علامة على “نهاية واحدة من أسوأ الفترات في تاريخ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الحكومة الجديدة ليس لديها مستقبل”، ما لم تعترف بـ”الحقوق المشروعة” للشعب الفلسطيني.

وأضاف: “نحن لا نرى الحكومة الجديدة أقل سوءا من سابقتها”.

أما المتحدث باسم حركة حماس فقال إن إسرائيل “احتلال وكيان استعماري يجب أن نقاومه بالقوة لاستعادة حقوقنا”.

وقال منصور عباس، عضو الحكومة الجديدة رئيس القائمة العربية الموحدة: “نحن ندرك أن هذه الخطوة تحيط بها مخاطر كثيرة ومصاعب لا نستطيع أن ننكرها، لكن هناك فرصة كبيرة لتغيير المعادلة وتوازن السلطة في الكنيست”.

هذا موقف لا يساعد على فتح آفاق للتسوية بالحوار،مما يجعل “الوساطة” المغربية واردة خاصة وان بلاغات القصر الملكي بعد استعادة العلاقة مع اسرائيل أكدت على استعداد المغرب جعل علاقته مع اسرائيل في خدمة التسوية العادلة للقضية الفلسطينية. 

أما عن ردود الفعل من التغيير الرئاسي في إيران 

فقد تعرضت وسائل إعلام إيرانية للتصويت على تولي الائتلاف الجديد السلطة مؤكدة أن عداء البلاد مع إسرائيل دائم وغير مرتبط بأي قائد معين.

ورسميا قال متحدث باسم وزارة الخارجية: “لا نعتقد أن سياسات النظام الذي تحتل القدس ستتغير مع رحيل هذا الشخص أو ذاك”.

بعد فوزه رئيسا لإيران.. كيف سيتعامل” رئيسي” مع الملفات الخارجية خاصة فيما يتعلق بالنووي؟

تنقسم خطط السياسة الخارجية التفصيلية لرئيسي إلى ثلاثة مجالات رئيسية وهي الأمن من مبدأ السلطة، والسلام من مبدأ القوة، والتفاوض والدبلوماسية من مبدأ العزة والمنفعة. 

فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية يتساءل كثيرون داخل البلاد وخارجها عن نهج حكومته في سياساتها الخارجية، ولا سيما أنه من التيار المحافظ ومقرب من الحرس الثوري.

في هذا السياق الإقليمي، تبدو زيارة وفد حماس للمغرب و تنظيم الملك لهم وجبة غداء على شرفهم، دليل على أن المغرب يريد او هو فهلا يقوم بوساطة لتقريب وجهات بين أطراف النزاع.

لو كانت الزيارة توقفت على المغرب لكان الأمر محصورا في هذه الزاوية ،لكن إنتقال الوفد إلى موريتانيا ،وإلباس هنية الدراعة الصحراوية ،فهذا يعطي للزيارة أبعادا مكملة، لقد كان آخر زعيم مشرقي زار موريتانيا وألبس الدراعة كان هو المرحوم صدام حسين، أيام دعمه لموريتانيا في حربها مع السنغال،

تميزت زيارة هنية ووفده لموريتانيا بطقوس شعبية حاملة لرسالات عميقة يحملها هنية في جولته. 

أما تزامن الزيارة مع التواجد الأمريكي بالمغرب في ظل التدريب التربصية للأسد الإفريقي تبين ان خلف كل ما يحدث حسابات يضبط المغرب إيقاعها، 

لذلك ،فإن القادم من الأسابيع ستظهر حقائق مخفية عن المتتبعين. 

لنتابع ولنا عودة الى الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى