أسرار بريس …بقلم خليفة مزضوضي
كمواطن مغربي غيور على بلدي : هناك دوما إجراءات علينا أن نمر منها لأغراضنا الشخصية, و نقبلها باعتبار أنها تمنحنا الثقة بأن ما نقوم به قانوني , و بمصداقية , إلا أن الأمر يصبح مجهودا عسيرا و اقصاءا للمواطن و أجزاء منه , و هي الكرامة , حينما نسأله مقابلا ماديا كبيرا, و تزيد فوق المقابل مجهودا و مشيا طويلا بين الإدارة و المصالح , و المراكز و عدد كبير من المؤسسات يتيه المرء بين أسمائها قبل أماكنها, و تعلم الدولة عن حالهم و حال الأميين منهم و صعوبة الأمر, و تعلم كل العلم إلا أنها لا تحرك ساكنا و تستجيب للأمر أبطئ من الحلزون.
كل هذا الأمر و تزيد الطين بله بطلبها المبالغ للوثائق بدعوى أنها تبحث عن ما يثبت, و ما يبين و في غالب الأحيان ليست إلا وثائق بسيطة, إلا أنها تستنزف من جيوب المواطن مبلغ التمبر, الذي يقض مضجع المواطن الكادح و إن كان حقا على الميسورين أن يدفعوه إلا أن غالبية من يأتي للإدارة, كادح و عمال و عامة الشعب المسحوق, و الذين ترى منهم الدولة مصدر دخل مربح, بدَفعِهم يوميا لرسوم تأتي بمبالغ ضخمة لخزينة الدولة , و في كل مرة يأتي المواطن ليحصل على وثيقة, يفاجئونه بتغير الوثائق المطلوبة و كم هو متعب أن تبحث عنها من جديد
موظفون عابسون على الدوام, صراخهم أعلى من أي شيء غيره, و مقر تلك الإدارة و المؤسسات , دائما ما يكون في شقق مكتراة من طرف الدولة أو في ملكية الدولة يصعب الصعود مع سلم تلك الإدارة؛ المصعد خاص بالموظفين ؛ و في طابق مرتفع, لا تصلح للإدارة , و تحتاج إلى قطع مسافة طويلة للغاية لكي تصل إليها, و عندما تصل و تحضر كل تلك الأوراق, يفاجئك شخص يعتبرونه من أعوان السلطة ؛ أو حارس أمن , و أعتبره من متعبي الشعب , و استحيي من القارئ الكريم من أن أقول كلاما أقبح من ذاك, يفاجئك , بأنه يحتج إلى نسخة من هذه الورقة , فتحتج لما و كيف و هل … لكن لا يعيرك اعتبار , فتعود من حيث أتيت إلى المدينة قاطعا نفس المسافة على قدميك , و إن كنت تملك عشر دراهم فبإمكانك استئجار سيارة أجرة , و إن كنت كبير السن , لا من يراعي لحالك و لن يراعي لأمرك , سينتظرك جالسا على مكتبه , و ستعود و لن يكون هناك , و ستنتظر, و إن كان هناك سيغلقون الباب بسرعة , انتهى الوقت عد غدا, و ستبطل يوم عمل أخر لتجلب من إدارتهم , شهادة تزن بضع غرامات , ربما احتجتها لمصلحة تافهة, و كثيرا ما ستشعر أنهم يماطلون في أداء الواجب و قضاء حوائج المواطن , كأنهم ينتظرون أن ترشوهم ليسرعوا في قضاء حاجتك, الغالبية يدفعون , و من لا يملك المال لا يملك خيارا اخر , غير تنفيد طلاباتهم, او الصراخ , لكن من سيسمع, و ستستمر القصة كما كان يحدث لها , الموضوع طويل ولقد لكن هم اناس لا يستوعبون : لم يستوعبوا خطاب جلالة الملك الذي أكثر من مرة : يخاطبهم في بعض المناسبات أن هناك فساد في الإدارة المغربية ؛ وأن هناك ضعف في الحكامة الجيدة وينادي بتبسيط المساطر مع المواطن في الإدارات العمومية