رأيسلايد

علي الگمري يكتب: موسم الانتخبات *****

 

اسرار بريس…

الاستعدادات قائمة على اشدها وقد تجندت لها الشبيبات والوداديات و الاتحادات و غيرها من جحافل الفيالق الانتخبمصلحاتية بالجولات و السفريات و الرحلات و المآدب و المشارب في  المجالس والدهاليس و الاغوار بالاهازيج والمقرءين والمقرآت و المنشدين والمنشدات والمحاضرين و المحاضرات لاجل الاستقطاب والتدجين و شراء الدمم بأبخس الاثمان و الحركات….ارتأينا ان نعيد نشر هده المخطوطة المملة لتغني عني السوال و تفضي لراحة البال كجواب شافي للرجوع اليه عند الحاجة….كتبت سنة 2017

 

مع ذكريات سلك الدندان…

وتخمة المسؤول…..

كان جالسا على جانب ساقية الأمس، تحت ظلال اشجار الصفصاف الباسقة،(المكان الدي بني فيه مقر العمالة حاليا. وبالظبط ، قرب المكان الدي كان يتمركز فيه مسرح البدوي  كلما أقيم   المعرض المعروف ب (لافوار)….).

وبينما هو تائه بين سلكين منزوعين من حبل فرامل الدراجات. يبحث عن نغمات موسيقية تكون له جملة حلم أرّقه وهو لم يتجاوز سن العاشرة بعد…تتراءى له جثة يظهر عليها البدخ و التخمة، من أثر  الاكباش المشوية والسفوف ، وهي تقف متطلعة بابتسامة عريضة، رسم عليها الكثير من التكبر و التعالي…قفز الولد فزعا، حتى تلاشت من بين سلكي آلته البدائية النغمات….لم يصحو بعد من هول المفاجئة ،حتى خرجت الكلمات من فاه وجه سمين، ابان على الاعجاب و التعاطف، مع مايصدر عن السلكين من نغم و وجع…..

واصل واصل …

تبارك الله عليك اولدي…

انت موهوب, اين تسكن؟

لم يتمالك الولد نفسه من السعادة والرضى، وهو يسمع كلمات ليست ككل الكلمات المحبطة، التي الف سمعها في وسطه ومحيطه ،على غرار (لوح هاداك الدندان من ايديك لا يخرج عليك)….الكلمات التي هتف بها الرجل الجثة دو الوجه السمين، كانت مشجعة و مغرية : اسأل عني في العنوان التالي . وسوف أعطيك آلة حقيقية، بدل آلتك البدائية هده….

فرح الولد،  ولم ينم الليل كله، حتى اصبح الصباح….نقر باب صديقه الدي عايش معه قصةاللآلة الحلم  ….وبينما كانا يبحثا عن مكان الحلم  المنشود . اتضح ان دو الوجه السمين، يبحث عن موزعين للأوراق و مساعدين انتخاباتيين…….

بين رميتين من ضربتي الكرة الحديدية ،التي كان يقدفهما دو الوجه السمين ،على رمل نتر فوق تربة لم تجف بعد من يقايا مياه الأمطار التي كانت تتساقط بكل سخاء على أراضي الإقليم والتي لم يعرف الفلاح المحلي كيف يستغل ماجادت به السماء و الارض أنداك للإستثمار في مشاريع أخرى بالموازات حتى ادا ما شحت الامطار بسبب ما فعل السفهاء منا يجد العمال الفلاحيون  مناصب شغل  بديلة….

 بين الضربتين  أجاب الرجل على سؤال الولد ،حين اخبره بكونه مند مدة  وهو يدهب للعنوان الدي اعطاه اياه، على امل الظفر بالآلة الحلم : حنا تكلمنا معاك وانت لصقتي…

جواب على سؤال وعْد قطعه على نفسه. لا يختلف عن كل الوعود التي وعد بها اللدين كانوا قبله. و اللدين  جاءوا من بعده. واعتلو كراسي تدبير الشأن المحلي

…رجع الطفل لآلته البدائية، بعد ان تكرس عنده مبدأ  (الجديد ليه جدة والبالي لا تفرط فيه  ومبدأ (باش تدير الثقة فشي واحد

خاصك تحيدها من راسك)…الخ … نجح الطفل ثم انتقل من الابتدائي للاعدادي…. وبعد كل الآلات التي صنعها بيده واحرقوها له في الفرن  حتى لا يصبح (هداوي ) و يضيع مستقبله. اخيرا تعترف امه الحنون بموهبته ،وتعطيه نقودا كانت توفرها له، وتحفزه للدراسة طيلة السنة ليشتري آلته الحلم وينسى موضوع دو الوجه السمين….

من يومها ،لم يستطع الانتخاباواتيون استغلال موهبته من اجل حملاتهم … لكن ،بعد ان اشتد عوده وعرف قدره، وابدع على جميع الآلات الموسيقية. انظم للعمل الجمعوي التطوعي، وتنشيط الطفولة، و الاسهام و البناء . حتى ضاقت الساكنة درعا وناشدت التغيير ….لم يتأخر هو الآخر من موقعه ،كفاعل جمعوي ومن منطلق الانتماء للمدينة و للوطن. لكن كما حدث لوعد الآلة الحلم، حدث للمعهد الموسيقي، والدعم الموعود، الحلم، الجمعية. ومحاربة الريع، والفساد والزبونية، و المحسوبية ،وغيره من الشعارات والفضفاضة ….

اخلفوا وعودهم كما كان يتوقع وكما حصل مع دو الوجه السمين مند عقود خلت ….فكانت نهاية اخر جمعية فاعلة، للموسيقى و المسرح باقليم تارودانت. بعد اربع جمعيات اخرى سبقتها ،واقبرت لنفس السبب .والتي كان الطفل عضوا فاعلا فيها….

  شب الولد والوعود تنقض امام ناظريه….

توالت السنين ،والى حد هده الساعة، لا تزال حليمة على عادتها القديمة…..ولا تزال الثقة مفقودة بينه و بين كل ما هو سياسي ،و انتخاباواتي…فهل يستطيع الأمناء  العامون للاحزاب السياسيةالانتخبمصلحاتية اقناعه  بعد كل هده السنين العجاف ؟؟؟؟

وادا عجزوا كلهم عن ضرب الامثال، في الصدق ،و في الامانة. هل يستطيع المتشدقون الاسترزاقيون استرجاع ثقته  كمواطن ؟؟ و على غراره الكثيرون؟؟؟؟

الاحزاب تلزمها الخبرة ، في انتقاء ممثليها ان لم نقل  الامانة و الشفافية وحب الوطن و الانتماء  والصدق في القول والوفاء بالعهد…..

والى ان يتحقق دلك ،سبقى اكثر من نصف الشعب المغربي غير مسجل في الانتخابات .وإن سجل فلن يصوت….

.هل عرفتم من هو داك الطفل؟؟؟

اقول قولي هدا و استغفر الله لي و لكم…

وشكرا على القراءة ايها الاحبة الكرام….

اخوكم  *علي الكمري*…

مع التقدير لكل صادق امين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى