أسرار بريس …أعدها للنشر :سدي علي ماء العينين ،اكادير،ماي، 2021،الجزء(03).
توزع الموقف الشعبي العربي إزاء القضية الفلسطينية
على حسب ميولات التوجهات الإديولوجية، ولم تعد القضية قضية شعب فلسطيني اكثر منه قضية فصيل او سلطة بفلسطين،
ومهما جلت العالم كله، لن تجد منتسبا او متعاطفا مع حركة إسلامية يدعم السلطة الفلسطينية، بل كل الحماس و التضامن والدعم موجه لحركة المقاومة حماس،
اما الأحزاب التي تحكم بهذه الدول فهي مع الموقف الرسمي أينما مال تميل وغالبيتها مع السلطة الفلسطينية ،
قوى اليسار التي جعلت من القضية الفلسطينية قضيتها الأولى قبل وبعد نكسة 1967، يصعب تحديد موقفها اليوم من القضية، فبعد ما لحق اليسار من تشتت و توزع على أحزاب و نقابات أصبح الموقف من القضية محكوما بمواقع تلك النقابات و الأحزاب اكثر منه الموقف المبدئي من القضية.
سنعرض في هذا المقال لحركة حماس قبل أن نعد عددا آخر عن السلطة الفلسطينية و الفصائل.
حركة حماس هي أكبر الجماعات الإسلامية الفلسطينية، واسمها هو اختصار لحركة المقاومة الاسلامية، وكانت قد انطلقت في عام 1987 بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعمل حركة حماس على مسارين متوازيين الأول هو الكفاح المسلح ضد إسرائيل من خلال جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، والمسار الثاني من خلال العمل الاجتماعي.
ومنذ عام 2005 وهي تشارك في العملية السياسية حيث فازت عام 2006 في الانتخابات (وذلك قبل تعزيز سلطتها في غزة من خلال الإطاحة بمنافسيها من حركة فتح).
وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وقوى أخرى جماعة إرهابية، فوفقا لميثاقها تتعهد الجماعة بتدمير دولة إسرائيل.
لليهود التي وردت في ميثاقها.
كانت حماس قد حققت عام 2006 فوزا كاسحا في المجلس التشريعي الفلسطيني، ولكن تصاعد التوتر مع منافسيها في حركة فتح، الفصيل الرئيسي في السلطة الفلسطينية، والتي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس.
تسبب في اندلاع اشتباكات شرسة بين حماس وفتح في غزة في يونيو/2007، والتي على أثرها أقامت حماس حكومة منافسة في غزة، في حين تدير حكومة السلطة وفتح المناطق غير الخاضعة لإسرائيل في الضفة الغربية
حماس تسيطر على قطاع غزة بعد هزمها القوات التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الموالين لعباس.
سيطرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أبرز المقرات الأمنية في قطاع غزة، و بسط سيطرتها التامة على كافة أرجاء القطاع بعد معارك طاحنة أوقعت 24 قتيلا ومائة جريح ا
كما أعلن الجناح العسكري لحماس عن إعدام سميح المدهون القائد في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في غزة.
وفي الضفة الغربية، هاجم مسلحون من جماعات منبثقة عن فتح وعلى رأسها كتائب شهداء الأقصى عشرات المقرات والمؤسسات التابعة لحماس في أنحاء متفرقة من الضفة، وخاصة في مدن رام الله وجنين ونابلس.
كما شنت أجهزة الأمن الفلسطينية حملات دهم واعتقلت عشرات النشطاء من حماس في كل من جنين وبيت لحم وأريحا.
وبالاستناد إلى اتفاق مكة المكرمة الذي تم توقيعه بين حركتي فتح وحماس، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز “ملك المملكة العربية السعودية”، بتاريخ 8-2-2007م، والذي نص على تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة (حكومة الوحدة الوطنية ) فقد قدم اسماعيل هنية استقالته من رئاسة الحكومة وذلك حتى يتسنى الشروع بالإجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية (الحكومة الحادية عشرة)،
و من أسباب إستقالة هنية و التفكير في حكومة وحدة وطنية هو أن الأسرة الدولية لم تعترف بحكومة هنية المنتخبة ديموقراطيا ،وضغطت على عباس ابو مازن لإقالتها بقطع رغيف الخبز عن الشعب الفلسطيني عبر وقف الإعلانات المقرونة بمخطط السلام، ؛ لأنّ الحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنيّة رفضت الالتزام بالاتفاقات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف المتبادل بين الجانبين.
مع ان الحكومة الفلسطينية منبثقة عن انتخابات حرّة أُجريت بموجب اتفاق أوسلو.
إنتظروني في الجزء القادم لنعرف ماذا حدث،
ولنا في التاريخ عبر، فهل تعتبرون؟