اسرار بريس…
بقلم سدي علي ماءالعينين ،ليلة عيد القدر، أكادير، ماي، 2021.
كلنا يتابع ما يحدث ببيت المقدس، وكلنا يندد بالإعتداءات المتكررة على ساكنة القدس و معالم القدس ،
و الحكومة المغربية تتابع الوضع واصدرت بلاغا في الموضوع ،ولو بدا للبعض ان لغته ليست على هواه، فمؤكد ان بلاغات الحكومات لا تكون بلغة الفصائل الطلابية، كما أن البلاغ يشكل استثناء في المنطقة العربية وشمال إفريقيا، حيث لم نسمع صوتا لا لدول الجوار هنا ولا هناك.
وملك البلاد بصفته رئيس لجنة القدس كان واضحا في بلاغ الديوان الملكي عقب إعادة العلاقات مع اسرائيل ان مواقف المغرب تابثة في ملف فلسطين بما فيه حل الدولتين و اعتبار القدس عاصمة لفلسطين،
و ميدانيا لا زال المغرب هو الدولة الوحيدة التي تقييم مستشفا عسكريا بقطاع غزة رغم مواقف حماس من القضية الوطنية، ومن إعادة العلاقات مع اسرائيل،
كل هذا لا يشفع للدولة المغربية مع بعض الهيئات وبعض المواطنين، الذين يبدو انهم كلما وقعت حتى حادثة سير بفلسطين فإن سببها ما يسمونه “التطبيع” المغربي مع اسرائيل.
إن تصريحات وزير الخارجية المغربي الذي أكد على مواصلة الإتصال والتنسيق مع اسرائيل إلى أبعد الحدود، هو موقف حدوده محددة في بلاغ الديوان الملكي، غير ذلك فما جاء في بعض البلاغات لبعض الهيئات هو ضرب من التعويم و التهييج الذي لا يجد سنده على أرض الواقع،
دعونا الآن اولا نضع المواطن في صورة ما يحدث بالقدس الشريف:
قد اقدمت جمعية إسرائيلية على رفع دعوى أمام القضاء الإسرائيلي ضد أسر فلسطينية لإخلاء منازل تقطنها بمنطقة حي الشيخ جراح، وهو ما اعتبرته السلطات الإسرائيلية لا يدخل في اختصاصها وانه ملف قضائي ،
العالم كله يدرك ان الجمعية هي غطاء للإحتلال لإفراغ ساكنة القدس من الفلسطينيين و ترحيلهم، لذلك جاء تصريح نتنياهو بأن إسرائيل ترفض الضغوطات الدولية المفروضة عليها لوقف البناء بالقدس،
فقد منعت قوات الاحتلال الاقتراب من المنازل المهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح، كذلك منعت التحركات التضامنية الفلسطينية مع سكان الحي.
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت عند باب الساهرة وشارع صلاح الدين عند أسوار البلدة القديمة.
كذلك ألقت قوات الاحتلال مساء أمس السبت قنابل مدمعة قرب الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة على متظاهرين فلسطينيين استجابوا لدعوات الاحتجاج على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وذكرت وكالة الأناضول أن الاستهداف أدّى إلى إصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق وأسعفوا ميدانيا.
هذه هي حقيقة الوضع ميدانيا، والمغرب ملكا وحكومة وشعبا قلوبهم مع الفلسطينيين والمقدسيين بالخصوص ،و تنديدهم بما يحدث امر مبدئي لا نقاش فيه، و السلطة الفلسطينية المعنية المباشرة بالملف وكذا جماعة حماس، كلهم يدركون هذا الأمر،
لكن الغير مفهوم،هو هذه الرؤية التي يتم تكريسها عند البعض في التعامل مع القضية الفلسطينية بربط كل ما يحدث بالقدس بربط المغرب لعلاقته مع اسرائيل،
ولا داعي مرة أخرى ان نذكر ان علاقة المغرب بإسرائيل تختلف كلية عن باقي الدول، سواء تلك التي “طبعت” او تلك التي تعارض “التطبيع”،
فالمغرب ليس هو الجزائر التي طرت مواطنيها من اليهود وأعلنت في دستورها ان حمل الجنسية الجزائرية لا يقبل بديانة غير الإسلام،
والمغرب ليس هو باقي الدول التي “طبعت” علاقاتها مع اسرائيل ،فالمغرب لا يتواجد بمنطقة الشرق الأوسط، ودول هذه المنطقة ليست لهم جالية بإسرائيل، فيما المغاربة اليهود هناك يصلون إلى مليون مغربي، وحملهم للجنسية الإسرائيلية لا تسقط عنهم الإنتماء لوطنهم الأم.
وطبعا هذا لا يبرر السكوت عن مجازر الإحتلال خاصة وان بعض قادة الكيان من أصول مغربية،
والمغرب ليس هو تركيا التي فتحت لها سفارة بإسرائيل و تستقبل على اراضيها قادة هذه الدولة ،
والمغرب ليس هو مصر التي تقيم تعاونا وعلاقات و تبادل سفراء و تنسيق انني….
فلماذا كل هذا التحامل على المغرب ،ودولة المغرب ،وقرارات المغرب. ؟
إن مفهوم التطبيع ليس قرارا، بل ممارسات، والمغرب في ممارسته لم يغير من مواقفه التابثة، كما لم يبارك خطوات إسرائيل، و لم يتعاون فيما يضر بمصالح الفلسطينيين، ودولة فلسطين.
المغرب يدرك ان مواقف مكونات الإطارات الحزبية والفصائيلية و النقابية الفلسطينية غالبيتها معادية لقضيتنا الوطنية ،وهذا لا تعمل القوى المغربية المناهضة للتطبيع ان تغيره، بل لا تقوم بأية مساعي لتوضيح الموقف المغربي، ورغم ذلك كثير من هذه القوى تربطها علاقات قوية مع هذه الإطارات مهما كان موقفها مناهضا لحق المغرب في صحرائه،
وفي المقابل تشدد على المغرب قطع العلاقات مع اسرائيل التي تساند حق المغرب في الصحراء،
هناك فعلا تحامل، وهناك تغليط للمواطنين ،،
القضية الفلسطينية هي قضية كل المغاربة،، “ماشي غير بالفم”، ولكن بالدعم المالي والموقف السياسي و المساندة الشعبية،
ومؤكد ان قضيتنا الوطنية ليست قضية كل الفلسطينيين، بل ربما لا تدخل في اهتمامهم، ومن يهتم بها يقارنها افتراء بالقضية الفلسطينية، لأن علم الجمهورية الوهمية استوحي من علم فلسطين والجزائر!!
فكفوا عن وطنكم ،وساندوا القضية الفلسطينية بعيدا عن المزايدة على وطنكم.
فهل تعتبرون ؟