اسرار بريس:
الفنان الكمري علي يبعث رسائل مشفرة من خلال شخصية سيد كستيم افندي وهذه آخر ما جدت به قريحته من غرائب هذا الكائن العجيب الغريب
هات العطر يا أمرأة ولا تسكبي على الصدر فهو لم يتخلص بعد من طيب الامس. طيب ممزوج بالفيروس التاجي الملتقط من حبأ الولائم الموسمية الملتف حول موائد المشاوي و الكؤوس المختلفة الاشكال و السيقان. لم لا يسكب العطر المعتق على يديه و كتفيه وهو الذي دأب على جمع الجموع عند بداية كل موسم خطابات. ليختلط فيها القلم بالمحبرة و ينكب الكل على ترويض العواطف و زرع القواليب ويرتبوا خطب الوعد المنمق والجرد المدقق لكل تفاصيل المعجزات والمنجزات
المخرجات من الازمات ومحو كل اشكال البؤس و المآسي التي يعيشها بنو تسعة من الملتفين حول منبر الخطابة المنمق والبعيد كل البعد عن منابر الصدق والحق . يبحون الحلق و يرجون الخلق… اصوات تزف المعاطف و التنورات لقلاع الحصانة و الامجاد والدأب على در الرماد على عيون العباد وتظليل الزهاد والعبّاد
منبر ظاهره مكسو بكل الوان الطيف و محموم بحماس الصيف باطنه جور وحيف. وحدُّه حد نصل السيف
اسكبي حياتي فلن تسود رائحة اخرى لغيري مادمت رفيقتي
فرفيقة كستيم افندي تجعله لا يقهر و لا ترهقه الوعود و العهود في المحافل امام الجحافل المغلوبة على امرها والكاتمة لغيظها .وتوزيع الابتسامات الزائفات امام المزهريات التي لا تنقطع كلما اعتلى منبرا من منابر الاغراء و التسويف هي في الغالب مزركشة بطلاء الطيف و محمومة بحر الصيف .لا ينقص من حماسه صالح ولا ناصح حتى ولو استعرضت له عفاريت الأمنيات كل مظاهر العوز والهشاشة على كل المسارح و الشاشة . يسقط حول جنباته كل من جفّ حلقه من التطبيل والتهليل وكل من رقص على نغمات النفاق و التهليل كل ربطات العنق اصطفَّت على المقاعد الامامية لاخد الصور والظفر
بالرضا والقبول والتبرك ببركات المنقد المغوار الذي لا يشق له غبار ……يتبع
ادركنا آذان صلاة المغرب والفطور
نسأل الله لكم السعادة و الحبور
والرحمة و لكل الشرفاء في القبور
اخوكم الكمري علي.