رأيسلايد

إلى من يهمه الأمر بالحكومة الفيدرالية الالمانية .

اسرار بريس..ذ/الحسين بكار السباعي أكادير

تجاوز خطير، لا يمكن قبوله و يجب الرد عليه بحزم وصرامة ، ذلك الذي تعرضت له سفارة المملكة المغربية بمدينة برلين مساء يومه 24 ابريل 2021 من قبل أشخاص مجهولي الهوية ينتحلون صفة عمال أشغال وصيانة ، وقبل تذكيركم بوقائع القضية والتي لا محالة تتبعتموها كما تتبعناها معكم بمرارة الإحساس بالغدر ممن باعوا الوطن من أجل نزواتهم ومصالحم الشخصية وتنكروا لجدورهم وأهلهم ….

 لنعد معكم اولا سيدي ،  الى القانون  والاعراف الديبلوماسية   الدولية ،  فالسفارات والقنصليات كما تعلمون ، 

تمثل سيادة بلدانها واستمرارية لها على تراب البلد المعتمدة لديها ، وكل اعتداء على مقار السفارات والقنصليات ، يعد خرقا للعرف و للقانون الدولي ولمعاهدة فيينا لسنة 1961 وملحقها المتعلق بالعلاقات القنصلية لسنة 1963والتي تتضمن أحكاما مماثلة بشأن الحماية التي قررتها للبعثات القنصلية.

والعلم هو رمز الدولة ، المملكة المغربية الشريفة التي ترببطها مع دولتكم روابط تاريخية ضاربة في عمق التاريخ ،بدأت مند سنة 1506، حين أنشئت فروع تجارية ألمانية في ميناء آسفي بالمغرب ، كما قرر السلطان الحسن الأول إنشاء قنصلية مغربية بألمانيا في ماي 1878.

كما لا أحد ينكر من الباحثين في علم العلاقات الدولية وفرعها العلوم الديبلوماسية التغير الكبير الحاصل في علاقة المانيا مع دول العالم ومنها دول شمال افريقيا بعد انشاء جدار  برلين وتقسيم المانيا الى دولتين غربية واخرى شرقية اشتراكية تحوم في فلك الاتحاد السوفياتي وسياسته العدائية للمعسكر الغربي .

فبعد الحرب العالمية الثانية سعت الحكومة الألمانية الغربية في عهد المستشار الألماني أدناور إلى تبني سياسة خاصة في إطار صراعها الإيديولوجي مع ألمانيا الفيدرالية ، حتى كانت ألمانيا الغربية وفي إطار هذا الصراع ، لا تعترف بألمانيا الفيدرالية ، وقـد أطلقت على هذا المذهب إسم مذهب هالشتين – Hall Stein D. و مفاده أن ألمانيا لا تعترف بأية دولة ترتبط بعلاقات مع ألمانيا الفيدرالية (R D A)، وتعتبرها بمثابة عدو لها .

هذا المنحى الايديولوجي الذي لم يتخلص منه العديد من السياسيين والديبلوماسيين الذي كونوا اجيلا أخرى ممن يتحكمون اليوم في بعض مراكز القرارا السياسي والدبلوماسي والذين لم يتخلصوا بعد من عقدة الانفصال ولو بسقوط جدار برلين ، محاولين اسقاطها بالدعم المالي واللوجستيكي وتسخير وتجنيد امثالهم من الضباط وتلامذتهم الذين تكونوا في دواليب الكاجيبي واساليبها النتنة لخلق البلبلة والانقسام داخل شعوب ودول …

عفوا ان اطلت عليك سيدي ، واعتدر فأنت لست محتاجا لمن يذكرك بتاريخ بلدك الذي أحترم ما وصل اليه من تطور تكنولوجي وصناعي أسست نواته الأولى بالمانيا الغربية التي نعمت بالحرية والحق في الاختلاف والتعددية وليست الشرقية التي لازلتم تعانون من تزمت ومكر من تربوا في كنف الشيوعية ويقاسمونكم السلطة اليوم .

أعتدر سيدي فأنا لست في خطاب لكم ، في قاعدة اعطاء الدروس ولكن اضن انك تقاسمي فكرة ، 

أن الوطن والعلم يلزمان الجميع ،وهنا نقف إجلالا الى المغربي الشهم والغيور على مقدسات بلده الذي ثار ولوحده في وجه أنفصاليين ،  لا تهمني مرجعيتهم الايديولوجية ، إنفصاليين كثر  يعيشون ويعيعشون  ببلدكم كالخفافيش يظهرون من حين لأخر كلما احسوا بالغيرة والخيبة ، الذين باعوا وطنهم ولم يكفيهم حرق بعضهم لجواز سفره ولا حتى خرجات الجبناء وراء الحواسيب والهواتف الالكترونية مشككين في مؤسسات بلدهم ،  بل أخدت بعظهم الجرأة والخيانة العظمى الى العمل على  تدنيس علم بلاده خادما بدلك اجندات أسياده الذين انتابهم السعار لوضع المغرب الحالي داخل منتظم دولي جديد ونظام عالمي جديد يلوح في افق ما بعد ازمة كوفيد 19 .

 أننا في غنا سيدي  على أن نذكر حكومتكم الفدرالية ،  بما تقرره قواعد القانون الدولي من حماية دولية لمقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية ، بل كان معهودا فيكم كدولة عريقة في الديمقراطية  واحترام القانون الدولي ،دولة عانت الانقسام والانفصال بهدم جدار برلين في 9 نوفمبر 1989.

أقول ، كان لزاما على أجهزتكم الأمنية أن  توفر الحماية اللازمة و بشكل مباشر، و أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بوقف حالة  الاعتداء التي  تعرض لها مقر البعثة  الدبلوماسية والقنصلية  المغربية ببرلين ، من قبل  عناصر إنفصالية  وأشخاص مرتزقة مجهولوا أو مزيفوا الهوية و الجنسية ، لان لا احد من ابناء المغرب الشرفاء  يستطيع ان يقدم على مثل ذلك الفعل الجرمي الجبان سوى الخائن اللقيط . 

عصابة الانفصاليين والتي ارتكبت جريمتها في سفارتنا ببرلين  والعبث بعلم المملكة المغربية ،هذا الفعل الذي  يشكل جناية الاعتداء عل دولة ذات سيادة كاملة وعضو فعال لدى هيئة الامم المتحدة و عضو بارز في المنظمات الاقليمية والدولية و تربطها علاقات ديبلوماسية ومصالح مشتركة مع الاتحاد الاوروبي .

سيدي الفاضل ،لا يمكن لدولة ديمقراطية مثل بلدكم ولو أشتدت الخلافات الدبلوماسية بينها وبين أي بلد من بلدان العالم أن تتهاون في حماية مقرات البعتات والهيئات اليبلوماسية لهذا البلد ، وانتم تعلمون ان العلاقات الدولية يطبعها الشد والجدب من حين لآخر  لانه آن الأوان ان تعرف قوى الأمس أن هناك قوى عالمية جديدة في الافق ،هذه القوى التي لايمكن ان تسمح بكل مايمس بسيادتها وكرامة مواطنيها . 

وأخيرا أرجعكم للعرف وللقانون الدولي ، والى معاهدة فيينا لسنة 1961 وملحقها لسنة 1963 ، الامر الذي يلزم حكومة بلدكم الفدرالية و سلطاتها القضائية الفدرالية و مدعيها العام الفدرالي ،  بفتح تحقيق في الموضوع والامر باعتقال الجناة .

ذ/الحسين بكار السباعي 

محام بهيئة المحامين بأكادير وكلميم والعيون، مقبول لدى محكمة النقض. 

باحث في الهجرة وحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى