اسرار بريس=
القيم الإسلامية عبارة عن مجموعة من الصفات والأخلاق الإيجابية الحميدة التي ألهمنا الله تعالى بها،والتي تكمن في ديننا الإسلام،إنها ضوابط وأحكام مستوحاة من القرآن والسنة،وهي التي تكون الشخصية الإسلامية،وتجعلها قادرة على التفاعل الحي مع المجتمع.
قال تعالى:” ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ” الشمس 7 .
فالإسلام دين القيم والأخلاق،والتعاليم و…فأين الشعوب العربية والإسلامية من هذا؟ أو بتعبير أدق أي مرتبة تحتلها هذه الشعوب فيما يتعلق بالقيم والتعاليم السمحة؟ إننا لسنا بصدد الحديث عن العبادات،بما فيها الصلاة والصوم والزكاة و….فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا قائلا بأن الإسلام إذا كان %100 ،فنسبة العبادات تبقى فقط % 5,أما % 95 من الإسلام فهي معاملات.
والسؤال المطروح أي الشعوب تحتل الصدارة بتطبيقها لهذه التعاليم والقيم الإسلامية؟ أعود وأؤكد التعاليم والقيم ولم أقل العبادات،إنها شعوب ليست عربية ولا إسلامية،وهذه هي الحقيقة الصادمة المرة والمؤلمة،فأول شعب يحتل الصدارة بتحليه بالقيم والتعاليم الإسلامية هو الشعب الإرلاندي،يليه الشعب الدنماركي،ثم الشعب السويدي….
إن هذا لمؤلم ومؤسف حقا أن الشعوب العربية الإسلامية لا تحتل الصدارة بالتعاليم والقيم التي ينص عليها ديننا الإسلام.
ومنذ زمن مضى زار الإمام الكبير محمد عبدو رحمه الله مدينة باريز فقال: رأيت إسلاما في بلاد غير مسلمين،وتركت مسلمين بلا إسلام.لقد رأى في باريز شعبا غير مسلمين لكنهم يتحلون ويطبقون تعاليم وقيم وأخلاقيات الإسلام،أما المسلمون الذين تركهم في بلاده،فهم يطبقون العبادات فقط،ولا يطبقون تعاليم وقيم الإسلام.فكيف يكون المسلم مسلما وهو لا يحترم جاره ولا يشعر بحاله؟ كيف يقول أنه مسلم وهو يأكل مال اليتيم؟ كيف يقول أنه مسلم وهو يكذب ويسرق وينافق، ويشهد زورا؟ كيف يقول أنه مسلم وهو يخون الأمانة ويغش ولا يخلص في عمله؟ فكيف….وكيف….؟ تساؤلات أجوبتها تكمن في تطبيقنا لتعاليم ديننا،وتحلينا بقيمه السمحة،فليس هناك أسما من الإسلام دينا ،لأن قيمه وتعاليمه تساعدنا على تحسين وتقويم خلقنا وتصرفاتنا، كما أنها توضح لنا أهمية التحلي بالصفات الكريمة،كالرحمة والمودة والتسامح وإيثار الذات….لذلك تشكل القيم الإسلامية عاملا أساسيا في بلورة شخصية الفرد،ومساعدته على تحديد ما يسعى إليه بطريقة واضحة وسليمة.