اسرار بريس؛سدي علي ماء العينين ول محَمد ول ماءالعينين ول فضيلي ول النوى،أكادير ،أبريل 2021.
تخونني اللغة، تخدعني الصدمة، يمتلكني البكاء، يهزني وجهه البشوش وهو ينظر إلي، تتلعثم الحروف كما تتلعثم الكلمات في فمي، احاول ان اتذكر آخر يوم قابلته، وآخر قفاشة من قفاشاته اتحفني بها، ترن في اذني تسميته لي ب”سعادة الكاتب العام” ،
أحاول جاهدا ان أكابر دموعي لأكتب شهادة حق في شاب غادرنا دون سابق إشعار، و فارقنا بلا إخبار، و ترك فينا حسا لا يغادرنا، و غصة في القلب لا تهادننا،
أتخيل وجه والده “الشيخ” ، وارسم له ملامح التباث وروح الصبر، و صلابة الإيمان، فأعجز ان ارسم كيف التقيه، ولا اعزي نفسي واعزيه،
اما والدته “ثريا” فدموعها الحارقة تسقي نبيل الشهيد من انهار الجنة، و صدرها المشتعل بحرقة الفراق تطفأه بمايحمله من كلام الله وهو يختبر إيماننا، ويحثنا على الإيمان بالقدر خيره وشره،
أخ هناك بعيدا بعيد، وإخوة هنا يسكنهم ألم اخ لم يودعوه، وحرقة فراق لم يتوقعوه، و صدمة قدر لم يصدقوه،
الاهل بين الدمعة والدعاء، وبين الصدمة و الإستجداء، يرسمون لوحة تكتب بمداد الإيمان وترصع بتيجان الصبر وتنبض بخفقان قلوب مكلومة تربت على الإيمان بالقدر شره وخيره،
غدا سيوارى الجثمان، وغدا سيودعنا الجسد إلى متواه الأخير، لكن نبيل ،وضحكة نبيل، وخفة نبيل، و حب نبيل، وشهامة نبيل ،وحضور نبيل سيرافقنا في كل حركاتنا وسكناتنا، لا لشيئ سوى لأن نبيل كان استثنائيا في كل شيئ في حضوره وغيابه، في ولادته ووفاته، وفي عبر رحيله،
لن نبكيك لأنك رحلت، لكننا نبكيك لأنك تركت فينا فراغا يسع الكون،
لن نرثيك لأنك رحلت، لكننا سنرثي أنفسنا وحالنا لأنك لم تعد بيننا.
أخي نبيل إلى الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا،
وأخي نبيل إلى دار الخلود ،
أخي نبيل الذي لن يعود،
إليك السلام، ومنك السلام،
الحدث :وفاة إبن عمي علي نبيل ول الشيخ ول محَمد ول الشيخ الجيه ول شيخنا الشيخ ماء العينين على إثر حادثة سير
انا لله وانا اليه راجعون.